كيف له أن يحدث
في قرارة نفسي أعجوبة كان كل شيء حولي ، كبسة زر وسرعة أنترنيت وتمدد على السرير وعقل فارغ من أي شيء حقيقي ،إستراحة مابين الفواصل لراحة طويلة تكاثفت فيها أحلام من الخيال ، كل يوم ذاك الذي مر ،كان من الممكن أن تحيد فيه كثير من الأشياء وتتغير أمور ، لكن هذا اليوم دفع اليوم الٱخر والفاتورة دفعت سلفا ، وغيرها كله دين ، للحظة تبادر بذهني سؤال ،كيف لكل ذلك أن يحدث ،لابأس فلنلقي ببعض الحزن وبعدها مايحدث لايهم ، بقدر ما أتشوق لتلك النهايات التي فيها البطل يموت بضغطة زناد ،بقدر ما وسط القصة يغريني فينسيني البدايات ، من بعد كل ذلك دعونا نجلس قليلا ،نتحاور ،نتبادل أحاديثا كثيرة ، ننتقل بين الفواصل ،نسلم على بعض من لحظة للحظة من بعد اللقاء ،كمشتاقين ،كأي شيء يحتاج لشيء ٱخر يستأنس به لبعض الوقت ،ليشعر بالحياة ،حاليا عمري في الثلاثينيات ،غير ذلك كل ما أعرفه أن العشرينيات جزء غامض مر بنا لم ندركه ، من زاوية نجد الأمر مضحكا ،فالحياة لاتحتاج كل هذا العناء ،لاتحتاج جدية بما أن الجميع هنا باستثناء القلة مهتمون لأشياء غير حقيقية ،حدود عقلنا كبالون بينما نحن هكذا ،ثقب واحد وسينتهي الأمر ،موقف موقفان حيال الواقع وسنفشل ،مشكلة هروب من الحقيقة تلك ،وحتى الكتاب أصيبوا بهوس هذا العالم ، أصبح الناس يحتسون قهوتهم على دفاترهم والحروف تنزف لهم وتعطيهم أجمل مقطوعة وأجمل نوتة من أجمل مكان ، كل قارىء لكاتبه المفضل دفع الثمن ،دفع قلبه وعقله وأحيانا حتى الضلع والشريان ، الكتاب وبائعوا الجرائد والسياسيون لن يهتموا للحقيقة لأننا غارقون في الوهم ،حتى صاحب المطعم لن يهتم لمقادير وصحة الغذاء ،فنحن لانهتم لصحتنا من الأساس ،نحن فقط لم نهتم للحقيقة يوما ، ولم نقترب بشكل يكفي لإصلاح مافات .
رشيد يوسف