لا تُحدّثني عَن الوطَن , لا تُحاول إقناعي بِالصبر لِأجله, كفاكَ كَذِباً و نِفاقاً , طَريقتَكَ المُصطنعة وأداءَك المسرَحي المُبتذل وخُطبَك الرنّانة , كُل ما ستفعلهُ لَن يَسدّ جوعي ولَن يُدفئ جَسدي المُنهك مِن الجوع والمرض والبرَد.
كَيفَ ستجعلني أُؤمِنُ بِوطنٍ لا يراني ولا يَعرفُني ولا يَشعُرُ بي!! أأحمقُ أنت؟؟
أنا أكرهُ هذا الوطَن ..ألعَنهُ كُل صباحٍ ومساء , أكرهُ الأمَل الذي تُحاولون غرسهُ بِداخلي وجُرعات الكَذِب اليوميّة حَول أن الغَد أفضَل , الغَد هوَ كابوس مُرعب في عقل الجائع المُشرّد , الخُبز أفضل مِن الأمل ومِن الغَد ومِنكَ أنت .
مِن الغباء والسذاجة أن تتحدث عَن الوطَن أمام الجَوعىَ والمرضىَ , لا تُحاول إقناعي بِحُب الوطَن بل أقنِع الوطَن بِوجودي, وأخبرهُ بِأنني جائع , أخبرهُ بِأن حِلمي قَد سُرِق وطُموحي قَد سُحِق , أخبِر الوطَن بِأن أمواله تُنفَق علىَ مُنافقين الشاشات وتلميع وجوه العاهرات , أخبرهُ أيضاً بِأن مقاعد السُلطة قَد أطاحت بِكُل مَن يُنادي بِالحُريّة وأعدَمَت أصوات الحق رَميًا بِالفقر والذُلّ .
خُذ وطنَك البائس وارحَل مِن هُنا فأنا لا أُريده , أينَ كانَ هذا الوطَن عِندما احتجت إليهِ؟ لِماذا تبرّأ مِني وقَد أفنيتُ عُمري لِأجله؟
إذا كانَ لا يُريدني فأنا أيضاً لا أُريده وسأظَلّ هُنا في وطَني الصَغير المُصطنَع .
احمد سيدعبدالغفار