لَقَد عَلِمتُ وَما الإِسرافُ مِن خُلُقي
أَنَّ الَّذي هُـوَ رِزقـي سَـوفَ يَـأتيني
أَســعــى لَهُ فَــيُــعَـنّـيـنـي تَـطَـلُّبُهُ
وَلَو جَـلَسـتُ أَتـانـي لا يُـعَـنّـيـني
وَأَنَّ حَــظَّ اِمـرىءٍ غَـيـري سَـيَـبـلُغُهُ
لا بُـدَّ لا بُـدَّ أَن يَـحـتازَهُ دوني
لا خَـيـرَ فـي طَـمَـعٍ يُـدني لِمَنقَصَةٍ
وَغُـبَّرٍ مِـن كَـفـافِ العَـيـشِ يَكفيني
لا أَركَبُ الأَمرَ تُزري بي عَواقِبُهُ
وَلا يُـعـابُ بِهِ عِـرضـي وَلا ديـنـي
كَـم مِـن فَـقـيرٍ غَنِيِّ النَفسِ تَعرِفُهُ
وَمِـن غَـنِـيٍّ فَـقـيـرِ النَـفـسِ مِسكينِ
وَمِــن عَــدُوٍّ رَمـانـي لَو قَـصَـدتُ لَهُ
لَم يَأخُذِ النِصفَ مِنّي حينَ يَرميني
وَمِـن أَخٍ لي طَـوى كَـشـحاً فَقُلتُ لَهُ
إِنَّ اِنـطِـواءَكَ عَـنّـي سَـوفَ يَـطويني
إِنّـي لَأَنـطُـقُ فـيما كانَ مِن إِرَبي
وَأُكـثِـرُ الصَمتَ فيما لَيسَ يَعنيني
لا أَبتَغي وَصلَ مِن يَبغي مُفارَقَتي
وَلا أَليــنُ لِمَـن لا يَـشـتَهي ليــنـي
عروة بن أذينة