مالي أراكَ على الأطلالِ تنتظرُ؟
أترقبُ الطيف؟ أم هل يُرتجى الخبرُ؟
مالي أراكَ سُقيتَ الكأسَ مُترعةً
ولفّكَ الحزنُ واستشرى بكَ الكدرُ
أتيتَ تبحثُ عن خِلٍّ تتوقُ لهُ
فهل لهم مشهدٌ في الحيِّ أو أثرُ
وقفتَ تنظرُ في صمتٍ يُبددني
وحسرةً تجعلُ الأكبادَ تنفظرُ
وكنتَ تحبسُ أشواقاً بُليتَ بها
فضاعَ عُمركَ والأشجانُ تعتصرُ
وكنتَ تحذرُ من بينٍ أتى قدراً
ما كانَ ينفعُ في ذاكَ القضا حذرُ
فبتَّ تُطلقُ آهاتٍ وترسلها
من حرِّ زفرتها ذا الصخر ينصهرُ
عليكَ بالصبرِ في كلِ الخطوبِ فما
نفعُ التصبّرِ إن ما مسهُ الضجرُ
إيّاكَ تطرقُ أبواباً مُغلَّقةً
فخلفها خاطرُ الأحبابِ ينكسرُ
أتيتُ خلفكَ أسعى نحوَ ربوتنا
ومجلسٍ كانَ فيهِ الكونُ ينبهرُ
فما وجدتُ سوى ذكرى لقصتنا
وطائرُ الشؤمِ خلفَ الغصنِ يستترُ
وكنتُ أحسبُ أن الليلَ يؤنسنا
ما عادَ في الليلِ لا نجمٌ ولا قمرُ
هاقد أتينا لنروي بعضَ لهفتنا
فراحَ يخدعنا دمعٌ وينهمرُ
وعبرةً بتُّ أخفيها وتخنقني
ولوعةً تجعل الأرواحَ تحتضرُ
هيهاتَ يرجعُ من قد سارَ مرتحلاً
نحوَ السماءِ وقد أسرى به القدرُ
وهل سيُجمعُ شملٌ بعد فُرقتهِ
أم أنهُ أملٌ يفنى و يندثرُ
فحسبكَ اللهُ يا من قد بُليتَ بما
يُفتتُ القلبَ والآمال تنحسرُ
فألف آهٍ وما كانت لِتسعفنا
وألفُ ألفٍ من الحَسراتِ تنتشرُ
هَوّن عليكَ أيا قلبي فإنَ لنا
ربّاً يُعينُ على البلوى ويقتدرُ
م