عندَما تبحثُ في بلاغَة الانسجامِ والتّماسُك ومَقاييس بناء النّصّ العالية، في غير القُرآن وفي غَيرِ صحيحِ الحَديث وفي غَيرِ فَصيحِ الشعرِ، فإنّك تتعثّرُ بأحجارِ عدم الانسجام وعَقَباتِ التّفاوُت ونُتوءاتِ الإخفاقِ، فما أكثرَ الأشعارَ الحديثةَ والروايات الحَديثَة التي بُنيَت بناءً مُفكّكاً مُضطرباً تَعلو مرةً وتنخفض مراتٍ، ولكنّ الذي مكّن لَها وجَنَى عَليْها وأوهَمَها أنّها مُلْهَمَةٌ إنّما هو الدعاياتُ والقراءاتُ غيرُ النّقديّة والمُجاملاتُ... فخَرَجَت من حَدِّ التّفكّكِ إلى حدّ الجَودَةِ المَكذوبَةِ المُدَّعاةِ، وأقبلَ عليْها الطّلاّبُ بحثاً في إعدادِ الرّسائلِ وأقبلَ عليْها الباحثونَ درساً لإعداد بُحوث النّدواتِ.