TODAY - October 06, 2010
إكسير الحياة الأبدية قادم
هل يعني هذا بداية الطريق الى الحياة الأبدية بالنسبة للبشر؟
العلماء أنتجوا إكسير الحياة.. للفئران فقط الآن
صلاح أحمد من لندن
توصل العلماء الى أن مزيجا معينا من الأحماض الأمينية amino acids - وهي مكونات البروتين الأساسية - بوسعها إطالة أعمار الفئران بنسبة 12 في المائة. ويقول هؤلاء الآن إن البشر سينتفعون لاحقا من هذا الاكتشاف، خاصة المرضى والمتقدمين في السن.
واحتوت التجارب المخبرية على إعطاء فئران في منتصف العمر وصحيحة الأجساد ماء الشرب ممزوجا بثلاثة من الأحماض الأمينية. ووجد العلماء أن هذه الفئران عاشت فترة أطول كثيرا من الفئران الأخرى التي لم تحصل على هذه التركيبة. فقد عاشت الأولى فترة انتصفت في 869 يوما مقارنة 774 يوما للأخيرة أي بفارق نسبته 12 في المائة.
ولم ينته الأمر عند هذا الحد بل لوحظ أيضا أن الفئران التي حصلت على «الإكسير» تعرضت لتغيّرات بيولوجية أضافت مزيدا من إمدادات الطاقة الى الخلايا وقللت أيضا من التأكسد الضار الذي تحدثه جزئيات تسمى «الراديكالية الحرة» في تلك الخلايا. ونتج عن هذا ارتفاع في مستوى التحمّل لدى هذه الفئران وتنسيق أفضل بين حركة عضلاتها عموما.
ونقلت صحيفة «ديلي تليغراف» عن الدكتور اينزو نيزولي، من جامعة ميلانو الايطالية، حيث أجريت التجارب، قوله: «هذا هو أول دليل على أن بوسع مزيج معين من الأحماض الأمينية إطالة أعمار الفئران». وقال إن الأحماض هي «اللوسين» و«الايزولوسين» و«الفالين».
ويذكر أن مزيجا من هذه بالتحديد أثبت العام الماضي أن بوسعه إطالة أمد الخميرة أحادية الخلية. وتبشّر نتائج التجربة الأخيرة على الفئران والمنشورة في جورنال Cell Metabolism «سيل ميتابوليزم» بأن بالوسع توظيف تلك الأحماض الأمينية لمنفعة الجنس البشري. ويقول العلماء إن تناول هذه الأحماض سيفيد المسنين والمرضى، خصوصا اولئك الذين يعانون من متاعب القلب وأمراض الرئة المزمنة والحالات الأخرى التي تميزها قلة الطاقة أو تأرجحها بين الطبيعي والمنخفض.
ويقول الدكتور نيزولي إن العديد من التجارب يجب ان تجرى قبل أن يتوفر الدليل أمام الأطباء على نجاعة المزيج الحمضي. والأحماض الثلاثة المعنية - المسماة «سلسلة الأحماض الأمينية ذات الأفرع» والتي يشار اليها اختصارا بالأحرف اللاتينية BCAAs - تشكل قدرا ضئيلا من 20 حمضا أمينيا يتألف منها البروتين، ولكن يبدو أن لها القدرة على أبطاء عملية التقادم. وهذه الضآلة هي التي ستقف على الأرجح عائقا أمام شركات العقاقير الغذائية نحو انتاجها بكميات متاحة للجماهير.
وظهر ان أجساد الفئران التي تلقت مزيج هذه الأحماض أنتجت كمية كبيرة من جسيمات تسمى «الميتوكوندريا»، وهي بمثابة «محطة الكهرباء» التي تغذي خلايا القلب، على سبيل المثال، بالطاقة. كما تبين أن المزيج زاد من نشاط مورّث العمر الطويل وساعد الجسد على مقاومة أفضل لهجمات الجزئيات الراديكالية الحرة.
ويذكر أن أحماض ـBCAAs تتوفر منذ زمن للجمهور على أرفف المتاجر الصحية وفي متاجر الإنترنت أيضا. ويقول العلماء أن تناول العقاقير التي تحتوي رئيسيا على هذه الأحماض أفضل من تناول المواد البروتينة وهذا بسبب ضآلة وجودها في هذه المواد وأيضا بسبب خاصية أخرى لها. فبينما يحتاج البروتين لهضمه قبل دخوله في الدم، فإن تلك الأحماض تدخل فيه مباشرة.
ويخلص العلماء في الورقة المنشورة الى أنهم وفروا الدليل على أن بوسع تلك الأحماض إطالة عمر الفئران. ويقولون: «على الأرجح فقد يأتى هذا بفضل زيادة كمية أجسام الميتوكوندريا مصحوبة بانخفاض تأكسد عضلات القلب والهيكل العظمي. ودراستنا توفر السبب في ضرورة المضي قدما على طريق استكشاف دور الأحماض الأمينية في السيطرة على الأمراض المتصلة بالتقدم في العمر».