محتويات
  • تعريف الثانتوفوبيا
  • الثانتوفوبيا في علم النفس
  • صور الثانتوفوبيا
    • الاعتقادات الدينية
    • الخوف من المجهول
    • الخوف من فقدان القدرة على التحكم
    • الخوف من الألم، المرض، أو فقدان الكرامة
    • الخوف من التخلي عن المقربين
    • الخوف من الموت عند الأطفال


الثانتوفوبيا أو “رهاب الموت” هي أشهر العوارض النفسية التي تتحكم بها عوامل متعددة ومؤثرة في نظرة الإنسان وقناعاته بالموت. ولأنها رُهاب فهي تنبع من قصور تلك النظرة بشكل ما. فما هي الثانتوفوبيا؟ وكيف تمكن العلماء من تفسيرها؟ وما هي أبرز صورها؟
تعريف الثانتوفوبيا
  • أُستمد تعريف رُهاب الموت باللاتينية “ثانتوفوبيا” من التعريف اليوناني للموت وهو “ثانتوس”؛ وبما أن لفظ “يعني رُهاب” وهو أشد درجات الخوف؛ فتكون الثانتوفوبيا هي رُهاب الموت.
  • ولقد تم تعريف المصطلح “ثانتوفوبيا” في ضوء العديد من النظريات، وكذلك العوامل المُسببة لهذا الرُهاب.
  • فالعالم النمساوي سيجموند فرويد يرى أن مصدر أعمق من “القلق” هو ما يتحكم في تعبير الناس عن خوفهم من الموت، وليس الموت نفسه؛ فاللاوعي لا يتعامل مع أفكار الوقت أو الإنكار وبالتالي فإن الإيمان بتقبل فكرة “الموت” أو أن كل إنسان سيموت ليست موجودة .

الثانتوفوبيا في علم النفس
  • ولهذا يقرر فرويد وقاً لنظريته أنه لا مبرر منطقي لرهاب الموت سوى أنه تعبير عن مجموعة من الصراعات النفسية التي لم يحسمها المصابون بالمرض وقت أن كانوا أطفالاً، فلم يستطيعوا التسامح معها أو تجاوزها.
  • أما بالنسبة لعالم النفس التربوي الدنماركي ” إيريك إيركسون” فهو يؤيد نظرية فرويد ولكن من وجهة نظر أخرى، فوفقاً لنظريته النفسية الاجتماعية يصل الأشخاص إلى آخر مراحل حياتهم ” وهي مرحلة تكامل الذات” إلى أعلى درجات التسامح والتقبل لحياتهم.
  • وهذا ما يُفسر بدوره أمراضاً نفسية مثل المراهقة المتأخرة، وعدم الرُشد في المرحلة العمرية الخاصة به، بسبب نظرة الإنسان لحياته حتى هذه المرحلة كمجموعة من الفرص الضائعة، ووفقاً لهذه النظرية فهناك إعتقاد بأن رُهاب الموت لا يصيب كبار السن .
  • أما بالنسبة للعالم الأمريكي أرنست بيكر فقد رد الأصل في تفسير رُهاب الموت إلى وجهاد النظر الوجودية؛ فرُهاب الموت ناتج عن مصادر القلق الأكثر عُمقاً لدى الناس، والتي قد يشعر بها الجميع بشكل يومي؛ مثل القلق من البقاء وحيداً، أو القلق الوجود بمكان مُغلق أو ضيق.
  • وبناءاً عليه فإن تطوير المرء لوعيه وإدراكه بمعدلات الوفيات التي تزيد كل يوم يجعله في حالة تسامح مع هذه الحقيقة، وبالتالي يبدأ في البحث عن الدعم الخارجي أو طلب مساعدة المحيطين به أو المتخصصين في تقبل هذه الحقيقة، بدلاً من موجهتها بمفرده، وهذا ما يجعل الفرد بين حالتين لا ثالث لهما إما مُجرد فرداً يُفكر في الموت، أو مُصاباً بالثانتوفوبيا تظهر عليه أعراض التهور والتدهور.
  • يُضيف كلاً من العالم الأمريكي رولو ماي والنمساوي فيكتور فرانكل “نظرية النهج الوجودي” والتي يُفسران من خلالها الثانتوفوبيا بأن نظرة الفرد الواقعية للحياة والموت تعتمد على قرارته واختياراته.
  • ومن النظريات الأخرى التي فسرت “رُهاب الموت أو الثانتوفوبيا” نظرية الندم لغرافتون إلياسون و أدريان تومر، والتي تقضي بأن تقييم الناس لقيمة ما أنجزوه أو مالم يستطيعوا إنجازه، أو تقديرهم لجودة حياتهم هو المعيار أو المحور الرئيسي لخوفهم من الموت من عدمه؛ فإن شعروا أنهم لم ينجزوا أي مما هو إيجابي بهذه الحياة، فهذا سوف يجعلهم أقل قلقاً من الموت.
  • تعددت الطرق السيكلوجية لقياس “رُهاب الموت” ونجح كلاً من كاتينباوم وآينسبيرغ في أوائل السبعينيات بتقديم ثلاث اقتراحات لقياس هذه المرض النفسي، وهي : التخيل، وملء الاستبيانات البسيطة، واختبارات التحمل؛ ومن خلال هذه الاقتراحات استطاع العلماء التمييز بين مرضى الثانتوفوبيا الذين يقعون تحت تأثير ضغط رُهاب الموت، أو الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة.

صور الثانتوفوبيا
تتحكم بعض العوامل في الإصابة بالثانتوفوبيا نتيجة التفكير في الموت، والذي يُعرص صاحبه لضغط رُهاب الموت، أو نتيجة صدمة قوية سببت انتكاسات نفسية كان أبرزها هو رُهاب الموت، ومن هذه العوامل:
الاعتقادات الدينية
تختلف الاعتقادات الدينية، وعلاقة الإنسان بدينه أو عقيدته، وخاصة فيما يتعلق بالموت؛ ولهذا فإن الوصول إلى الثانتوفوبيا يُمكنه أن يكون نتيجة الدخول في مرحلة التساؤلات، والتشكيك، من أجل الوصول للقناعات التامة بالعقيدة؛ فهناك من يؤمن بما سيحدث بعد الموت، ولكنه يخشى من أن يكون على خطأ، وهناك من يعتقد بأن طريق الاستقامة، والانضباط هو طريق النجاة الوحيد وأن أي خطأ أو اعتراض سوف يُعرضهم لعذاب شديد وبشكل كُلي.
ولهذا فإن التخلص من خوف الموت أو رهاب الموت المبني على اعتقادات دينية يتطلب بأن يكون المتخصص في علاج هذا النوع أو المعالج على قدر كبير من الدراية بأمور الدين، وهو مالايستطيع الطبيب النفسي مثلاً تقديمه بشكل علمي، قد لا ينتهج فيه أسس أو سُبل دينية لعدم درايته الكاملة بعقيدة المريض، أو لعدم خبرته الكافية بأمور الدين.
الخوف من المجهول
وهو ما يحدث بشكل تراكمي، وقد يبدأ باكراً مع مراحل العمر الأولى، والتي تتميز بالفضول الشديد لمعرفة كل ما يدور بالكون، الأمر الذي يتطور إلى الخوف من الأشياء التي لم تُعلن حقيقتها بعد مثل ما سيحدث بعد الموت، ولقد أثبتت إحدى الدراسات أنه كلما تطور الوعي أو الذكاء العاطفي لدى الإنسان كلما انخفضت درجة خوفه من المجهول.
الخوف من فقدان القدرة على التحكم
وفقاً للإنسان الواعي، فإن الموت هو أمر خارج نطاق التحكم البشري، وعليه فإن الإصابة بالثانتوفوبيا هنا قد تأتي للذين يعانون من الخوف من فقدان قدرتهم على التحكم؛ والذين قد تزيد الفرصة أمامهم بمرور الوقت للتعرض إلى الوسواس القهري، وزيادة الأوهام، وآلام الغضروف.
الخوف من الألم، المرض، أو فقدان الكرامة
بعض المعرضين للإصابة بالثانتوفوبيا أو المصابون بها فعلاً قد تعرضوا لها بسبب خوفهم من الظروف المحيطة بالموت وليس الموت نفسه، مثل التعرض لفقدان القدرة على الحركة أو الشلل، أو التعرض لأي مرض يسبب الضعف، أو أن يتعلق الأمر بفقدان كرامتهم مثلاً. ويُمكن تحديد سبب الثانتوفوبيا هنا من خلال عمل اختبار دقيق للمريض.
الخوف من التخلي عن المقربين
تنتج الثانتوفوبيا من خوف البعض من التخلي عن المقربين أو الأحباء.
الخوف من الموت عند الأطفال
قد يُرد السبب الرئيسي للخوف من الموت عند الأطال لأسلوب تربية الوالدين، وفي بعض الأحيان قد يكون الأمر من أساليب التطور الصحيح. وبشكل طبيعي يفتقر الأطفال إلى آليات الدفاع عن أنفسهم، أو إدراك المعتقدات الدينية، أو تفهم الموت الذي يساعد البالغون على التأقلم، إنهم حتى لا يستطيعون تفهم ماهية الوقت، وكيف أن هناك أناس يرحلون ليعودون مرة أخرى.
إن هذه العوامل يُمكن أن تقود الأطفال إلى فهم مشوش، أو مثرعب حول مفهوم الموت، ولهذا فإن الخوف هنا يُصنف رُهابا وقاً لشدته، والفترة التي ظهر فيها.”ولهذا يُصنف الخوف بأنه رُهاب إذا تجاوز الطفل الستة أشهر”.
هناك صور أخرى قد تُعجل بالإصابة بالثانتوفوبيا مثل : الخوف من القبور، والجنازات، والأشباح خاصة وإن تعلق الأمر هنا بالمعتقدات الدينية.[1]
هناك ما يؤكد أنه من أكثر صور الثانتوفوبيا هو أنها تمثل أشد صور اضطراب ما بعد الصدمة، وخاصة إذا تعلقت بوفاة فجائية لأحد المقربين (الأب، الأم، الصديق، الحبيب، أو الزوج) فيبدأ المريض بالخوف الشديد تحمل المسؤولية بشكل فردي ، وبصورة فجائية، وهذا ما يُسبب لديه حالة من الإنكار، واللامبالاة.