مشكلة تواجهنا جميعًا.. ماذا نفعل عندما نُشكك في مغزى عملنا؟

عندما يسيطر عليك الشعور بالارتباك فإن الهوس بالأشياء الكبيرة التي لا يمكنك السيطرة عليها سيكون سيئًا ومضرًا على صحتك العقلية

من الطبيعي أن نُشكك في المغزى من عملنا خلال الأوقات العصيبة، عندما يتزعزع عالمك بأكمله بسبب الاضطرابات الهائلة التي تمر بها فقد تبدو وظيفتك ليس لها قيمة وعديمة الجدوى. من ناحية أخرى، فإن الأزمات قد تزيد من شعورك بأهمية وقيمة وظيفتك وتزيد ارتباطك بها، وهو ما أظهرته دراسة شارك فيها مجموعة من الأشخاص عقب أحداث 11 سبتمبر في نيويورك وبعد تفشي السارس عام 2003 في تورونتو.
والآن بينما يواجه العالم بأكمله أزمة عالمية كبرى بعد انتشار وباء كورونا، فإننا ربما نجد أنفسنا نشعر بأن عملنا ليس له مغزى أو هدف، ولكن لا يزال بإمكاننا جميعًا القيام بعدة أمور تساعدنا على الشعور بأن عملنا له قيمة وبأننا نُساهم في حل الأزمة، فقط من خلال اتباع الخطوات الثلاث التالية بصورة يومية..

عزز مشاعرك الإيجابية بالأعمال الصغيرة
عندما يسيطر عليك الشعور بالارتباك فإن الهوس بالأشياء الكبيرة التي لا يمكنك السيطرة عليها سيكون سيئًا ومضرًا على صحتك العقلية، وربما يصيبك بالمشاكل النفسية، عوضًا عن ذلك حاول التعامل مع ما يمكن احتواؤه والسيطرة عليه في أي موقف تعيشه، بغض النظر عن مدى صغره، سيعزز ذلك المشاعر الإيجابية ويمنحك الفعالية والطاقة اللازمين للقيام بالخطوة التالية، والتفكير فيما يمكنك القيام به لتحسين وضعك، ووضع زملائك ومجتمعك.
ولا يعني ذلك أن تبذل قصارى جهدك في البحث عن أمور إذا نفذتها سوف تجعل العالم مكانا أفضل، ولكن الفكرة تتمثل في تجربة عدد من الأشياء أملاً في أن يؤتي أحدهم ثماره، ويساعدك على تحسين الموقف، أو على الأقل مساعدتك على اكتشاف أهداف ذات معنى أكبر من خلال إعادة شحنك بالطاقة وتعزيز المشاعر الإيجابية بداخلك.

حدد مهاراتك واعرف كيف تستغلها خلال الأزمات
لست مُضطرًا إلى القيام بمساهمات كبيرة وضخمة كي تشعر بأن عملك له مغزى وبأنك تلعب دورًا كبيرًا لمساعدة مجتمعك على مواجهة وباء كورونا، ولكن من أهم الأشياء التي عليك القيام بها خلال فترات الأزمات هو معرفة كيفية استخدام مهاراتك الرئيسية والفريدة التي تميزك عن غيرك في تحقيق أكبر استفادة ممكنة لنفسك والمحيطين بك.
ابدأ بالبحث عن مهاراتك الرئيسية وفكر في الأمور التي تستطيع القيام بها أفضل من أي شخص آخر، وحدد السبل المُثلى لاستخدامها بما يخدم الصالح العالم. على سبيل المثال، إذا كنت خبيرًا في الاستثمارات ففكر في تخصيص عدة ساعات من يومك لتقديم الاستشارات والنصائح المالية للأشخاص الذين سرحوا من عملهم بعد أزمة كورونا، وإذا كنت مُهندسًا معماريًا فحاول العمل على إعادة تصميم المكاتب والمطاعم والمدارس كي تساعد على مقاومة الفيروس.
استخدم الأزمة كفرصة لتأمين مستقبل أفضل
إذا كنت تعيش الآن موقفا حرجا ولا تستطيع القيام بالكثير للشعور بمغزى عملك، أن يكون تم تسريحك من عملك بسبب الظروف أو كنت مشغولاً جدًا في عملك ولا تجد وقتا لفعل أي شيء آخر، فلا تتعامل بقسوة مع نفسك. في الوقت نفسه لا يزال بإمكانك استغلال الأزمة كفرصة لتأمين مستقبل أفضل، أن تحاول التركيز على ما يمكن فعله لتحسين أوضاعك الحالية والمُقبلة.
قدرة البشر على السفر عقليًا عبر الزمن فريدة من نوعها، فنحن لا نعيش الحاضر فقط، ولكننا أيضًا نسترجع الماضي ونتصور المستقبل، وعندما نستغل هذه القدرة فإننا سوف نتمكن من فهم الوضع الذي نعيشه الآن واستغلاله جيدًا لمعرفة ما يمكن فعله كي نعيش مستقبل أفضل.

تساعدنا الأزمات على أن نكون أكثر وعيًا، لذلك يمكن استغلالها لتكوين رؤى مختلفة ومتجددة عن حياتنا، تساعدنا الأزمة على إدراك ما نسعى إليه من وراء حياتنا المهنية، وتقودنا إلى معرفة ما يمكن تغييره حتى نعيش مستقبلا أفضل.
ومع وضع ذلك في عين الاعتبار، فكر في الوظيفة التي تريد أن تقوم بها في غضون 10 سنوات، ولكن لا تتخيل هذا فقط، تخيل عدة أمور أخرى، اذهب بعقلك في كل الاتجاهات لاستكشاف الحياة التي تود عيشها.
خلاصة القول، فإن العثور على مغزى خلال الأزمات أكبر من مجرد جعل الحياة التي تعيشها قابلة للاحتمال، تذكر أنك لم تختر أن تعيش وسط هذه الظروف القاسية ولكن بإمكانك تطويعها لتحقيق أكبر فوائد وجني العديد من المكاسب. ابدأ بالخطوات الصغيرة، وحدد مهاراتك التي تساعدك على تحقيق أهدافك، وخُذ خطوة تلو الأخرى للوصول إلى مسعاك.