ملأنا الأرض عدلا وانطلاقا
وسار الركب في ألق وفاقا
فقد دانت لنا أمم بعهد
و أمر الله يبغينا رفاقا
إلى العليا نسير بكل فخر
ونكتب مجدنا بذلا صداقا
فقد كان الصغير أخا هزبر
يفل الكفر يوسعه خناقا
فسل عنا معارك طاحنات
يحط الصقر من فوق لحاقا
فأردى شأفة الغازي بعز
ففر بجلده يرجو عتاقا
ولم يعجز أخو جلد بنصر
فقد رام الوفاء له عناقا
يضحي هائما في نيل حق
ويأبى الذل أن يرضى نفاقا
فنور الحق يبهر كل لب
و يبقى جنده أبدا رفاقا
نعم كنا جبالا للمعالي
ونعلي الرأس إقداما صداقا
ونثبت مثل طود في إباء
نعد قرار من رام احتراقا
لنا فخر تضيء به سمانا
نسابق غيرنا شرفا سباقا
فهل خارت عزائمنا حديثا
وحل محلها جبن طباقا
وهل شبل العروبة نام حقا
و أرخى جفنه كمدا نفاقا
فكان الحلم في بؤس و شر
ويرسف في الدناءة أن يراقا
ايا بحر المروءة قد زجرنا
فلا مد و لا جزر تبقى
أيا قوم الفخار كفى سباتا
فقوموا للعلى فجرا لمرقى
و نفس الحر تأبى كل يضم
فقد خفقت قلوب كي تنقى
محمد أمين عبيد