مزاج قهوتي
========
ﺗﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ، ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻤﺮﺍﺕ ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺨﺠﻮﻟﺔ، ﻭﻭﺟﻮﻩ ﺷﺎﺣﺒﺔ ﺗﺴﺘﻐﺮﺏ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻲ ﺭﻏﻢ ﻟﺴﻌﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻭﺻﻤﺖ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ . ﻣﺮﺭﺕ ﺑﺎﻷﺯﻗﺔ ﻭﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘَﺪْﺕِ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﺑﻬﺎ ﻋﺒﺮﻫﺎ، ﻭﺗﻮﻗﻔﺖ ﺑﺮﻫﺔً ﻋﻨﺪ ﻣﺤﻄﺔ ﺍﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃَﻟِﻔْﺖ ﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻣﻨﻬﺎ . ﺗﻨﻔﺴﺖ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻧﻔﺴﻪ .
ﺍﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﻋﻨﺪ باب البيت على مصطبة الدرج وعلى السطح وفي المؤتمرات وعند ﺑﺎﺋﻊ ﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ، ﺛﻢ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺋﻊ ﺍﻟﻌﻄﻮﺭ ﻭﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ . ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﻋﻄﺮًﺍ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻚ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻄﺮ ﺣﺒﻲ ﻟﻚ . ﺗﺼﻔﺤﺖ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ ﻗﻠﻘﺘﻴﻦ ﺍﺷﺘﻴﺎﻗًﺎ . ﻭﺟﺪﺕ ﻛﻞ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ، ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ، ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻭﻳﻦ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻚ، ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺑﺎﻷﺑﻴﺾ ﻭﺍﻷﺳﻮﺩ ﺃﻭ ﺑﺎﻷﻟﻮﺍﻥ ﻟﻚ ﺃﻧﺖ ﻭﺣﺪﻙ، ﻭﻛﻞ ﺍﻹﻫﺪﺍﺀﺍﺕ ﻷﺟﻠﻚ .
ﺷﺮﺑﺖ ﻗﻬﻮﺓً ﺑﺄﺭﺑﻊ ﻣﻼﻋﻖ ﺳﻜﺮ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ، ﻓﻤﺮﺍﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻘﻴﺘﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺍﺳﺘﺴﺎﻏﺘﻬﺎ ﺇﻻ ﻷﺟﻠﻚ . ﺷﺮﺑﺘﻬﺎ ﺻﺒﺎﺣًﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﺗﻲ ﺃﻣﻠًﺎ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺠﻤﺎﻉ ﻛﻞ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﻟﻜﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﺗﺠﻤﻌﻨﺎ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺬﺭًﺍ ﺁﺧﺮ ﻷﻛﺘﺐ، ﻭﻛﻲ ﻳﻤﺮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﻤﺎ ﻳﺸﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻞ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ ﺑﻴﻦ ﺍلواحدة ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ ﺯﻣﻦ ﻭﺻﻮﻟﻲ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻧﻄﻼﻗﻲ ﻧﺤﻮﻙ ﻷﻟﻘﺎﻙ ﻓﻌﻠﻴًّﺎ .
ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﺗﺎﺑﻌﺖ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ : ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺗﺠﺎﻭﺯ ﻛﺮﺍﻫﻴﺘﻲ ﻟﻠﻘﻬﻮﺓ ﻟﻮﻧًﺎ ﻭﺫﻭﻗًﺎ ﻭﻣﺰﺍﺟًﺎ ﻭﺗﺎﺭﻳﺨًﺎ ﻷﺟﻠﻚ؟ ﺭﺑﻤﺎ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺍﺭﺗﺒﻄﺖ ﺑﻠﺤﻈﺎﺕ ﻟﻘﺎﺀ ﺭﻭﺣﻴﻨﺎ ﻫﻨﺎ . ﺑﻴﺎﺽ ﺍﻟﺮﻏﻮﺓ ﺍﻟﻤﻤﺰﻭﺟﺔ ﺑﺎﻟﺴﻜﺮ ﺗﺸﺒﻪ ﻣﻮﺝ ﺍﻟﺒﺤﺮ . ﺭﺣﺖ ﺃﻗﻠﺐ ﻓﻨﺠﺎﻧﻲ ﺑﺸﺎﻋﺮﻳﺔ، ﻓﺤﺴﺒﻨﻲ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻗﺎﺭﺉ ﻓﻨﺠﺎﻥ . ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺼﺪﻑ ﻭﺍﻷﻗﺪﺍﺭ !!
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﻠﻮﻥ ﺍﻟﺒﻦ ﺇﻻ ﺛﻮﺭﺓ ﺣﺰﻥ ﻣﻦ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﻨﺰﻑ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻭﺍﻟﺠﺮﺡ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻏﻮﺭًﺍ . ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺤﻄﻢ ﻣﻌﺎﻧﻘﺔ ﺍﻟﺒﻦ ﻟﺮﻗﺺ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﻗﺪﺭﻳﺔ ﺍﻟﺤﺰﻥ، ﻭﺗﺮﺳﻢ ﺭﻗﺼﺔً ﻛﻼﺳﻴﻜﻴﺔً ﺗﺤﺖ ﺣﺒﺎﺕ ﻣﻄﺮ ﺍﻓﺘﺮﺍﺿﻲ؛ ﺻﻨﻌﻪ ﺧﻴﺎﻝ ﻋﺎﺷﻖ ﻟﻠﺤﺐ ﻭﺍﻟﻤﻄﺮ .
ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ؛ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻻ ﻣﻮﻋﺪٌ ﺳﺮﺍﺑﻲُّ، ﻭﻻ ﺭﺣﻠﺔٌ ﻣﺎﺳﻴﺔٌ ﻓﻲ ﻣﺠﺮﺓ ﺍﻟﺤﻠﻢ، ﻓﺎﻟﻴﻮﻡ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺗﺘﻮﺷﺢ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ : ﺣﻘﻴﻘﺔَ ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ، ﻭﺣﺒﻨﺎ، ﻭﻟﻘﺎﺋﻨﺎ، ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻨﺎ ﻣﻌًﺎ، ﻭﺇﻥ ﻭُﺟِﺪ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺴﺮﺍﺑﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺤﻠﻢ ﻓﻬﻤﺎ ﻛﺄﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻨﻌﻨﺎﻉ ﻓﻲ ﻛﻮﺏ ﺷﺎﻱ ﺻﺤﺮﺍﻭﻱ ﻓﺎﺧﺮ؛ ﻳﺰﻳﺪﻩ ﻧﻜﻬﺔً ﻭﺗﻤﻴﺰًﺍ .
ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ؛ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍﺕ ﻣﺌﺔ ﻣﺘﺮ ﻓﻘﻂ ﻛﻤﺴﺎﻓﺔ ﻓﺎﺻﻠﺔ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﺒﺢ مئات الدقائق ﺩﻗﻴﻘﺔ واحدة ﻓﻘﻂ ﻛﺰﻣﻦ ﻓﺎﺻﻞ ﻳﺮﺗﺒﻚ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻭﻋﻤﻘﻲ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻲ ﺃﺟﻠﺲ ﻣﻨﺘﻈﺮًﺍ ﺑﺒﺮﻭﺩﺓ ﻇﺎﻫﺮﺓ؛ ﺻﻨﻌﺘﻬﺎ ﻧﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ، ﻭﺻﻨﻌﻬﺎ ﻣﺰﺍﺝ ﻗﻬﻮﺗﻲ .
ﻗﻬﻮﺗﻲ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻣﻘﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﻧﺨﻔﻀﺖ ﺩﺭﺟﺔ ﺣﺮﺍﺭﺗﻬﺎ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺑﺎﻫﺘﺔً ﺭﻏﻢ ﺳﻄﻮﻋﻬﺎ .
ﺃﺗﺴﺎﺀﻝ ﺃﻧﺎ : ﻣﺎ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﻨﺒﺾ؟ ﻣﺎ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺤﺰﻳﻨﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭﺓ؟ ﻻ ﺗﻘﻠﻘﻲ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺰﺍﺟﻴﺔ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﻧﻔَﺲ ﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻭﺗﻘﻮﻳﺘﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ .
ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻲ ﻣﻌﻚ ﻋﺎﻧﻘﺖ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻭﻻ ﻣﺠﺎﻝ ﻹﺧﻤﺎﺩﻫﺎ . ﻗﺪ ﺗَﺒْﻬُﺖ ﺃﻟﻮﺍﻧﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺳﺤﻴﺒﺎﺕ ﻋﺮﺿﻴﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺸﺮﻕ ﻣﺠﺪﺩًﺍ ﺃﻛﺜﺮ ﺳﻄﻮﻋًﺎ ﻭﺗﻮﻫﺠًﺎ .
ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﻛﺘﺒﺖ : " ﺃﻧﺎ ﺧﺎﺋﻒ ﻣﻦ ﺧﻴﺒﺔ ﻣﺠﺪﺩﺓ
مصطفى نبو