أتاني اليأسُ من بعض الزوايا * يُبَرْقِعُ وجهَه لونُ السوادِ
يدندنُ وفْقَ إيقاعِ المنادي * مَقاطعَ من تراتيلِ الحِدادِ
ليوهِمَني بأنَّ الخيلَ ماتتْ * وأنَّ السيفَ بِيعتْ بالمَزادِ
وأن الخَطْبَ أكبرُ من سلاحي * وإيماني وعزمي واعتقادي
وأن مبادئَ الإسلامِ وهمٌ * وأنَّ الكفر دينٌ للعبادِ
فجنَّ العزمُ في أرجاءِ نفسي * وجلْجَلَ صوتُه في كلِّ نادِ
معاذ الله أنْ نُلقي سلاحًا * ونملكُ طلقةً تحتَ الزنادِ
فنحن الجندُ للإسلامِ دومًا * جُبِلْنا بالبطولةِ والعنادِ
ودارُ الخلدِ جناتٌ أُعِدَّتْ * لكلِّ مجاهدٍ شهمٍ جوادِ
وأن النصرَ للإسلام حتمًا * فنورُ الحق يُودي بالفسادِ
فإن النصرَ يأتي بعد يأسٍ * ونقصٍ في المؤنةِ والعتادِ
وإن الفجَر يأتي بعد ليلٍ * ثقيلِ الظلِّ ممتقعِ السوادِ
وإن الوردَ يزهرُ بعد فصلٍ * يزلزلُ رَعْدُه جبلًا ووادي
أخا الإسلام لا تحزنْ وأيقنْ * بوعدِ الله رَزّاقِ العبادِ
وأيقنْ أنَّ محنَتنا دليلٌ * بأنَّ طريقَنا دربُ السدادِ
وأنَّ شهادةَ الأبطالِ منا * تَزيدُ الناسَ حبًا بالجهادِ
وتجعلُ دفْعةَ الشريانِ فينا * عزيمةَ فارسٍ يومَ الطَّرادِ
علي الحاجي رحمه الله