من هو اليهودي الذي لُقب بملك الديوانية؟
ضربت الديوانية مثالا للتعايش والتآخي وتتردد العديد من القصص التي جمعت كل المكونات .
{هناك حكاية معروفة يذكرها القاضي زهير كامل عبود في كتابه "اوراق" وتدور على السنة اهالي الديوانية يرددونها باستمرار وهيعندما قام احد يهود الديوانية بطرق باب جاره المسلم الفقير واخبره بأن كلممتلكاته سيصادرها النظام الدكتاتورى الذي أمر بتهجيره ورجاه ان ياخذ منهوعن طيب خاطر اثمن مالديه من نفائس فراح الرجل يلطم على رأسه ويقول ( اذاخسرتك شلي بالمال) ففضل الفقر النبيل على الثراء بنذالة}
تقع مدينة الديوانية في جنوب العراق الغربي وتشتهر بالزراعة بالدرجة الاولى حيث تكثر فيها البساتين والرز والحبوب والنخيل.
(الديوانية) في الأصل دار ضيافة أنشأها رؤساء الخزاعل أيام شيخهم حمد آلحمود الذي ابتدأت رئاسته حوالي سنة (1747 م ) ليقيم فيها كاتبهم الذي يعهدون إليه أمور الجباية ولينزلها ضيوفهم المدنيون الذين كانوا يترددون عليهم ولايزال العراقيون يطلقون اسم (الديوا نية ) على الغرفة التي تخصص لاستقبال الضيوف .
من اولى العوائل اليهودية التي استوطنت الديوانية عائلة "موسى" جاءت من شمال العراق عام 1850 بعدها وصلت عوائل يهودية عديدة امتهنت البزازة منها : عائلة "اسحاق موسى" وبيت "حيران" الذين سكنوا الحلة ثم استقروا في الديوانية ، وقد امتهنوا الصياغة ، وعائلة "قوجمان" التي استقرت في الديوانية قادمة من السليمانية ، عائلة "زبيدة "، عائلة "شيث" ، عائلة "شاؤل راحيل" عائلة"اسحق صالح" عائلة "آل شاهين" ، عائلة "ابراهيم كوهين"عائلة "جيرة" ، غيرهامن العوائل اليهودية.
لعب يهود الديوانية دورا متميزا في شتى المجالات الاقتصادية فقد كانت عائلة"خلاصجي" تتعاطى بتجار الحبوب وخاصة الأرز "التمن" واسس "ساسون معلم " وكالة للنفط وانشأ اكبر معمل للطابوق في العراق اما "خضوري موسى" فقد انشأ معمل لإنتاج الثلج واخر للطحين الحبوب ، وقد عمل اغلب يهود الديوانية كموظفين في الدوائر الرسمية ، كذلك عملوا في مهن مختلفة منها صياغة الذهب والفضة حيث ذاع وانتشر 5 شخصيات يهودية في الديوانية وهم : سلمان ومنشي وحسقيل وابراهام وعزرا وكان هؤلاء الخمسة يتنقلون في نواحي الديوانية للارتزاق وقد كانت اجواء الاخوة تجميع بين المسلمين واليهود.
عائلة ساسون معلم وابنائه "عزت وصالح " من العوائل اليهودية المعروفة في الديوانية امتلكت معملا لصناعة الطابوق قدرت قيمته في 1970 بعشرة ملايين دينار ، وقد صادره حزب البعث وتم تضييق الحياة عليهم واضطروا الى الهجرة قسرا تاركين كل ممتلكاتهم في العراق .
كان عدد اليهود في الديوانية حتى نهاية الاربعينات من القرن العشرين 750 شخصا لكن بعد مضايقاتهم وتهجريهم القسري بقانون اسقاط الجنسية عن اليهود عام 1950 لم يبق سوى 50 يهوديا خرجوا من الديوانية بعد تسلم حزب البعث عام 1968 السلطة.
كان يهود الديوانية يرتدون ملابس عربية خالصة مثل الزبون والعباءة والعقال وكان لهم محبة واحترام وتقدير لأن عملهم واياديهم كانت بيضاء في التعامل مع الناس وحتى مساعدة الفقراء ...وهناك العديد من الاغاني الشعبية التي تغنى مع عزف على آلة الربابة التي تنسب الى عزرا اليهودي الذي كان صائغا في مدينة الديوانية .
يذكر ابراهام خلاصجي ان التلاحم والتأخي بين العرب واليهود في الشامية كان من ابرز مظاهر الحياة وأجملها ، حيث كان المسلمون يشاركون اليهود في ضرائهم وسرائهم فكانوا يحضرون مجالس اليهود ، وكان دار الوجيه المرحوم"الياهو خلاصجي" مضيفاً لكل قادم لبلدة الشامية وكان اليهود يشاركون المسلمين في مرافقة اصدقائهم المسلمين في حالة وفاة اعزائهم، وكانوا بين المشيعين الذين يرافقون موكب الجنازة الى مدينة النجف المقدسة عند المسلمين .
كما ان عائلة " خلاصجي" من اشهر العوائل اليهودية والتي نزحت الى الديوانية من ناحية الكفل ، وكان أول من نزح الىهذه المدينة عام 1890 هو جدهم عزرا داود خلاصجي التي اهتمت بالارض ولاسيما الاراضي الزراعية وإنتاج الشلب في الديوانية وخصوصا في الشامية حيث كان اجود انواع الرزفي الديوانية يسمى "تمن خلاصجي" ، ولكثرة أراضيهم وممتلكاتهم والاعداد الهائلة من المزارعين اللذين يعملون عندهم وقد لقب الياهو خلاصجي ب"ملك الديوانية " وكان لهم شاركات في العمل مع خوام العبد العباس أو الشيخ شعلان السلمان الطاهر والشخصية المعروفة محسن ابو طبيخ .
شرح الصورة الموجودة اعلاه:
عائلة ساسون معلم اشهر عائلات يهود الديوانية