عندما أكدت فيس بوك أنها استحوذت على Giphy مؤخراً مقابل 400 مليون دولار، لم تكن الأسباب واضحة من الفور.
لا تكسب منصة الصور المتحركة أي أموال؛ حيث لا تعرض الإعلانات أو تبيع الحقوق للشركات والخدمات التي تدمجها في تطبيقاتها.
لهذا يرى بعض المحللين أن إنفاق هذا المبلغ في هذه الصفقة ربما مبالغة، لكن في الواقع لدى عملاقة الشبكات الاجتماعية رؤية طويلة المدى للاستفادة.
الاستحواذ على Giphy بغاية تتبع المستخدمين
ومع ذلك قد تكون عملية الشراء تستحق ذلك فقط من أجل الرؤى التي يمكن أن تنتج عن منصات الويب التي يزورها الأشخاص وما الذي يشاركونه هناك.
تدير Giphy قاعدة بيانات كبيرة يمكن البحث فيها عن صور GIF التي يمكن استدعاؤها من قِبل المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات المراسلة عبر واجهة برمجة التطبيقات (API).
أنشأت الشركة الناشئة قاعدة مستخدمين كبيرة من 65 مليون مستخدم نشط شهرياً منذ إطلاقها في عام 2013 (رفض اثنان من مستثمريها التعليق على عملية الاستحواذ).
كانت Giphy قد بدأت للتو في السماح للمعلنين برعاية ملفات GIF وإضافة تأثيرات الفيديو إلى ملفات GIF التي أنشأها المستخدمون.
لكن ملفات GIF ليست جديدة، ولا يوجد دليل قوي على أن كبار المعلنين من أصحاب العلامات التجارية حريصون على استغلالها للتأثير في المستهلكين.
لكن Giphy هي المحرك الرسمي للعثور على الصور المتحركة ومشاركتها في شتى التطبيقات المنافسة ومنها سناب شات، وتويتر، وتيك توك، وسكايب، وسلاك، وتيليغرام، والقائمة طويلة.
لا تربح الخدمة أي أموال من قيام مطوري التطبيقات وأصحاب الشركات بإدراج Giphy في تطبيقاتهم، على عكس العديد من منصات المحتوى التي توفر الترخيص بمقابل مادي.
لكن هذه الشركة الناشئة لديها وصول إلى كمية هائلة من البيانات التي تشمل المواضيع الشائعة في الوقت الفعلي، وما الذي يتبادله المستخدمون حسب كل تطبيق وموقع ومنصة.
وتُعد هذه المعلومات ثمينة لشركة استخدمت من قبل أزرار الإعجاب والمشاركة لتتبع المستخدمين على الويب وفي التطبيقات.
كسب المال من Giphy
لكن أيضاً يمكن استخدام الصور المتحركة في مجال الإعلانات وتطوير منتجات وحلول تساعد الشركات، ويمكن أن يكسب منها فيس بوك المزيد من الأموال.
تعاونت Giphy مع ديزني من قِبل للترويج لبعض أعمالها الفنية من خلال صور متحركة، وكذلك تعاونت مع شركات صناعة الترفيه الرقمي للترويج لفيلم Star Wars.
يقول الخبراء إن الاستفادة من هذه المنصة وكسب المال منها يحتاج إلى أشخاص أذكياء ولبناء منتج أو حل جديد مختلف في مجال الإعلانات؛ للحصول على عائدات متنامية منها.
في الوقت الحالي على الأقل يخطط فيس بوك للسماح لـGiphy بالعمل بوصفها شركة قائمة بذاتها.
كانت هناك بعض التكهنات الأسبوع الماضي بأن فيس بوك قد يغلق واجهة برمجة تطبيقات Giphy في نهاية المطاف بحيث لم يعد بإمكان الأشخاص على منصات منافسة مثل تويتر الوصول بسهولة إلى ملفات GIF الخاصة به، لكن هذا غير مرجح ولسبب وجيه للغاية.
قد توفر الشركة للمعلنين والشركات الكبرى طرقاً جديدة للترويج لأفلامهم من خلال توجيه المستخدمين إلى نشر الصور المتحركة من أعمالهم الفنية وتحويلها إلى مواضيع شائعة على المنصة.
صحيح أن المنصة الخاصة بالصور المتحركة قد فشلت حقيقة في تحويل الزخم الذي تحظى به إلى عائدات وأرباح إعلانية مهمة، لكن شركة فيس بوك لديها خبرة أفضل في جعل منتج غير قابل للربح منه إلى منتج مربح فعلاً.
قد تفرض الشركة رسوماً على تويتر وبقية المنصات والمنافسين الآخرين الذين يستخدمون هذه الخدمة في تطبيقاتها، وهذا بالطبع إذا اتضح أن مشروع فيس بوك للربح منها فاشل.
سمات