سُئِلَ الْإِمَامُ الصَّادِقُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) :
لِمَ حَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى الْخَمْرَ وَلَا لَذَّةَ أَفْضَلُ مِنْهَا ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : حَرَّمَهَا لِأَنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ وَرَأْسُ كُلِّ شَرٍّ ، يَأْتِي عَلَى شَارِبِهَا سَاعَةٌ يُسْلَبُ لُبُّهُ وَلَا يَعْرِفُ رَبَّهُ وَلَا يَتْرُكُ مَعْصِيَةً إِلَّا رَكِبَهَا وَلَا حُرْمَةً إِلَّا انْتَهَكَهَا وَلَا رَحِماً مَاسَّةً إِلَّا قَطَعَهَا وَلَا فَاحِشَةً إِلَّا أَتَاهَا . وَالسَّكْرَانُ زِمَامُهُ بِيَدِ الشَّيْطَانِ ، إِنْ أَمَرَهُ أَنْ يَسْجُدَ لِلْأَوْثَانِ سَجَدَ وَيَنْقَادُ حَيْثُ مَا قَادَهُ .
فَقِيلَ لَهُ : فَلِمَ حَرَّمَ الدَّمَ الْمَسْفُوحَ ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : لِأَنَّهُ يُورِثُ الْقَسَاوَةَ وَيَسْلُبُ الْفُؤَادَ رَحْمَتَهُ وَيُعَفِّنُ الْبَدَنَ وَيُغَيِّرُ اللَّوْنَ ،
وَأَكْثَرَ مَا يُصِيبُ الْإِنْسَانَ الْجُذَامُ يَكُونُ مِنْ أَكْلِ الدَّمِ .
فَقِيلَ لَهُ : فَأَكْلُ الْغُدَدِ ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : يُورِثُ الْجُذَامَ .
فَقِيلَ لَهُ : فَالْمَيْتَةُ لِمَ حَرَّمَهَا ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : فَرْقاً بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَا يُذَكَّى وَيُذْكَرُ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ .
وَالْمَيْتَةُ قَدْ جَمَدَ فِيهَا الدَّمُ وَتَرَاجَعَ إِلَى بَدَنِهَا ، فَلَحْمُهَا ثَقِيلٌ غَيْرُ مَرِيءٍ لِأَنَّهَا يُؤْكَلُ لَحْمُهَا بِدَمِهَا .
*
المصدر : (البحار : ج10، ص180، عن كتاب الاحتجاج.)