يعتبر الاستحمام اليومي أمرًا شائعًا مثل شرب فنجان القهوة في الصباح، وغسل أسنانك بالفرشاة، ولكن الخبراء ينصحون بالتخلي عن هذه العادة، وقد يبدو هذا غريبًا، خاصة أن أعدادًا كبيرة من المواطنين في جميع أنحاء العالم يحرصون على الاستحمام بصورة يومية، ويقولون إن هذا يساعدهم على الاستيقاظ والحفاظ على نظافتهم، خاصة بعد ممارسة التمارين الرياضية، أو بذل الجهد، أو إذا قضوا يومًا في الخارج، بينما يكون الطقس شديد الحرارة أو الرطوبة.
قال الدكتور روبرت شمرلينج، رئيس قسم أمراض الروماتيزم في كلية الطب بجامعة هارفارد، إنه عندما يتعلق الأمر بالخوف على صحتك، فلم يتضح على الإطلاق أن الاستحمام اليومي ينقذ حياتك، أو يساعدك على الحفاظ على حيويتك، لكنه على العكس قد يكون ضارًا.
الإصابة بالحساسية الشديدة
بحسب الأطباء والخبراء، فإن غسل الجسم وفركه باستمرار يزيلان زيت البشرة والبكتيريا الصحية، وربما يصبح الجسم جافًا ومُتهيجًا وقد يُصاب الشخص بالحكة الشديدة، وهو ما يحدث بنسبة كبيرة بين كبار السن، خاصة أن جلدهم يصبح أرق وأكثر حساسية، ويمكن عندما تصبح البشرة جافة ومتشققة بمرور البكتيريا، ووصولها داخل الجسم ما يؤدي إلى الإصابة بالالتهابات والحساسية الشديدة.
تقول الدكتورة إلين لارسون، خبيرة الأمراض المُعدية والأستاذة في كلية التمريض بجامعة كولومبيا، إن الاستحمام اليومي غالبًا ما يرجع إلى أسباب جمالية، لأن الناس يعتقدون أنهم يستحمون من أجل الحفاظ على نظافتهم، ولكنهم لا يعرفون أنهم يلحقون الأذى بأنفسهم.
بحسب الأطباء، فإن الاستحمام اليومي يقضي على الحاجز الواقي الطبيعي الذي يحمي البشرة، ما يجعل جسم الإنسان أكثر عرضة للغزو البكتيري أو الفيروسي. قالت الدكتورة جينفر هيرمان، طبيبة الأمراض الجلدية في بيفرلي هيلز، إن الاستحمام اليومي يخلص الجلد من الزيوت الطبيعية والكائنات الواقية، ما يؤدي إلى الجفاف، والإصابة بالأمراض الجلدية مثل الإكزيما، والصدفية وغيرها.
يهدد جهاز المناعة
وفي الوقت نفسه، يقول الأطباء إن جهاز المناعة البشري يحتاج إلى التعرض إلى قدر مُعين للكائنات الحية الدقيقة والأوساخ لخلق أجسام مضادة وواقية، وقد يتسبب الاستحمام المتكرر بمرور الوقت في الإصابة بالحساسية والربو وأمراض المناعة الذاتية، وحتى مرض السكري.
قال الدكتور براندون ميتشل، أستاذ مساعد الأمراض الجلدية بجامعة جورج واشنطن، إن جسم الإنسان يحتوي على ما يُشبه الآلة التي تُخرج الزيت، والتي تتضرر بالاستحمام اليومي، لذلك علينا التوقف عن فعل ذلك بصورة يومية.
يدعو ميتشل إلى الاستحمام مرة أو مرتين في الأسبوع، ويقول الخبراء إن الاستحمام يجب أن يكون عدة مرات في الأسبوع عوضًا عن فعل الأمر بصورة يومية، وكذلك يدعون إلى أن يكون الاستحمام قصيرًا وباردًا، لأن التعرض لقدر كبير من الماء خاصة الماء الساخن يجعل الجلد جافًا.
يصبح الاستحمام اليومي في الشتاء أكثر ضررًا، خاصة أنه في فصل الشتاء وعندما يكون الهواء أكثر جفافًا يميل الجلد إلى أن يصبح أكثر جفافًا، لذلك يزيد الاستحمام المتكرر من الإصابة بالجفاف والالتهابات الجلدية.
الأمر أصعب مما يبدو
من الضروري أن يكون الاستحمام قصيرًا وباردًا، لأن الكثير من الماء، وخاصة الماء الساخن يجعل الجلد جافًا، وربما يكون التخلص من هذه العادة بهذه السهولة، قالت إليزابيث شوف، عالمة الاجتماع بجامعة لانكستر بالمملكة المتحدة، إن التخلص من هذه العادة أمر ضروري وليس اختياريًا.
يرجع ذلك إلى أن الاستحمام اليومي لا يُلحق الأضرار بالصحة وحسب، ولكنه أيضًا يُهدر الماء النظيف، والذي يمكن استغلاله في الكثير من الأمور الأكثر أهمية، قالت إليزابيث شوف: إن قيام الناس بسكب لترات من الماء على أنفسهم لإزالة بقايا الأوساخ، أمر غريب حقًا، خاصة إذا كان لا يفيدهم بأي شيء.
كم مرة عليك غسل شعرك؟
هل فكرت في عدد المرات التي عليك أن تغسل شعرك فيها؟ كل يوم؟ يومًا بعد يوم؟ أم ماذا؟ وفقًا للخبراء والأطباء فإن غسل الشعر أكثر من مرة يلحق الكثير من الأضرار بفروة الرأس.
قالت أندريا إل هايدن، مديرة الرابطة الدولية لعلماء الشعر، إن الأشخاص أصحاب الشعر الرقيق والناعم أو الشعر الخفيف عليهم تجنب استخدام الشامبو بشكل مُتكرر، ليس أكثر من مرتين في الأسبوع، يجب عليهم السماح لشعرهم بإنتاج الزيت الطبيعي.
أما إذا كان الشعر خشنًا ومجعدًا فيجب أن يتم غسله مرة كل سبعة أيام، لأن الشعر الخشن أو المجعد الطبيعي يحتاج وقتًا أطول لإنتاج كمية جيدة من الزيوت الطبيعية، لذلك يمكن غسل الشعر بالشامبو مرة واحدة فقط في الأسبوع. ولكن يمكن أن يُنعش الشخص شعره ويُرطبه من خلال غسله بالبلسم وشطفه جيدًا.