صديق فعال
تاريخ التسجيل: June-2018
الجنس: ذكر
المشاركات: 770 المواضيع: 645
صوتيات:
42
سوالف عراقية:
0
آخر نشاط: 3/October/2024
ما هي الكهانة وأصلها ؟ وما هو السحر وأصله؟ وهل يقدر الساحر أن يجعل شخصاً بصورة الكلب؟
ما هي الكهانة وأصلها ؟ وما هو السحر وأصله ؟
وهل يقدر الساحر أن يجعل الإنسان بصورة الكلب ؟
*
سُئِلَ الْإِمَامُ الصَّادِقُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) :
مِنْ أَيْنَ أَصْلُ الْكِهَانَةِ ؟ وَمِنْ أَيْنَ يُخْبَرُ النَّاسُ بِمَا يَحْدُثُ ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : إِنَّ الْكِهَانَةَ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي كُلِّ حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ، كَانَ الْكَاهِنُ بِمَنْزِلَةِ الْحَاكِمِ يَحْتَكِمُونَ إِلَيْهِ فِيمَا يَشْتَبِهُ عَلَيْهِمْ مِنَ الْأُمُورِ بَيْنَهُمْ فَيُخْبِرُهُمْ بِأَشْيَاءَ تَحْدُثُ ، وَذَلِكَ فِي وُجُوهٍ شَتَّى مِنْ فِرَاسَةِ الْعَيْنِ وَذَكَاءِ الْقَلْبِ وَوَسْوَسَةِ النَّفْسِ وَفِطْنَةِ الرُّوحِ مَعَ قَذْفٍ فِي قَلْبِهِ ، لِأَنَّ مَا يَحْدُثُ فِي الْأَرْضِ مِنَ الْحَوَادِثِ الظَّاهِرَةِ فَذَلِكَ يَعْلَمُ الشَّيْطَانُ وَيُؤَدِّيهِ إِلَى الْكَاهِنِ وَيُخْبِرُهُ بِمَا يَحْدُثُ فِي الْمَنَازِلِ وَالْأَطْرَافِ ، وَأَمَّا أَخْبَارُ السَّمَاءِ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ كَانَتْ تَقْعُدُ مَقَاعِدَ اسْتِرَاقِ السَّمْعِ إِذْ ذَاكَ ، وَهِيَ لَا تَحْجُبُ وَلَا تُرْجَمُ بِالنُّجُومِ وَإِنَّمَا مُنِعَتْ مِنِ اسْتِرَاقِ السَّمْعِ لِئَلَّا يَقَعَ فِي الْأَرْضِ سَبَبٌ يُشَاكِلُ الْوَحْيَ مِنْ خَبَرِ السَّمَاءِ فَيُلْبَسُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ مَا جَاءَهُمْ عَنِ اللَّهِ لِإِثْبَاتِ الْحُجَّةِ وَنَفْيِ الشَّبَهِ ، وَكَانَ الشَّيْطَانُ يَسْتَرِقُّ الْكَلِمَةَ الْوَاحِدَةَ مِنْ خَبَرِ السَّمَاءِ بِمَا يَحْدُثُ مِنَ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ فَيَخْتَطِفُهَا ثُمَّ يَهْبِطُ بِهَا إِلَى الْأَرْضِ فَيَقْذِفُهَا إِلَى الْكَاهِنِ ، فَإِذَا قَدْ زَادَ مِنْ كَلِمَاتٍ عِنْدَهُ فَيَخْتَلِطُ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ ، فَمَا أَصَابَ الْكَاهِنَ مِنْ خَبَرٍ مِمَّا كَانَ يُخْبِرُ بِهِ فَهُوَ مَا أَدَّاهُ إِلَيْهِ شَيْطَانُهُ مِمَّا سَمِعَهُ وَمَا أَخْطَأَ فِيهِ فَهُوَ مِنْ بَاطِلِ مَا زَادَ فِيهِ ، فَمُذْ مُنِعَتِ الشَّيَاطِينُ عَنِ اسْتِرَاقِ السَّمْعِ انْقَطَعَتِ الْكِهَانَةُ .
وَالْيَوْمَ إِنَّمَا تُؤَدِّي الشَّيَاطِينُ إِلَى كَهَّانِهَا أَخْبَاراً لِلنَّاسِ مِمَّا يَتَحَدَّثُونَ بِهِ وَمَا يُحَدِّثُونَهُ ، وَالشَّيَاطِينُ تُؤَدِّي إِلَى الشَّيَاطِينِ مَا يَحْدُثُ فِي الْعَبْدِ مِنَ الْحَوَادِثِ مِنْ سَارِقٍ سَرَقَ وَقَاتِلٍ قَتَلَ وَغَائِبٍ غَابَ وَهُمْ بِمَنْزِلَةِ النَّاسِ أَيْضاً صَدُوقٌ وَكَذُوبٌ .
فَقِيلَ لَهُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : كَيْفَ صَعِدَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى السَّمَاءِ وَهُمْ أَمْثَالُ النَّاسِ فِي الْخِلْقَةِ وَالْكَثَافَةِ وَقَدْ كَانُوا يَبْنُونَ لِسُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ مِنَ الْبِنَاءِ مَا يَعْجِزُ عَنْهُ وُلْدُ آدَمَ ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : غَلَّظُوا لِسُلَيْمَانَ كَمَا سُخِّرُوا ، وَهُمْ خَلْقٌ رَقِيقٌ غِذَاؤُهُمُ النَّسِيمُ وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ صُعُودُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ لِاسْتِرَاقِ السَّمْعِ ، وَلَا يَقْدِرُ الْجِسْمُ الْكَثِيفُ عَلَى الِارْتِقَاءِ إِلَيْهَا إِلَّا بِسُلَّمٍ أَوْ سَبَبٍ .
- - - - -
وَسُئِلَ الْإِمَامُ الصَّادِقُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) :
أَخْبِرْنِي عَنِ السِّحْرِ مَا أَصْلُهُ ؟ وَكَيْفَ يَقْدِرُ السَّاحِرُ عَلَى مَا يُوصَفُ مِنْ عَجَائِبِهِ وَمَا يَفْعَلُ ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : إِنَّ السِّحْرَ عَلَى وُجُوهٍ شَتَّى وَجْهٌ مِنْهَا بِمَنْزِلَةِ الطِّبِّ ، كَمَا أَنَّ الْأَطِبَّاءَ وَضَعُوا لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً فَكَذَلِكَ عِلْمُ السِّحْرِ احْتَالُوا لِكُلِّ صِحَّةٍ آفَةً وَلِكُلِّ عَافِيَةٍ عَاهَةً وَلِكُلِّ مَعْنًى حِيلَةً ، وَنَوْعٌ مِنْهُ آخَرُ خَطْفَةٌ وَسُرْعَةٌ وَمَخَارِيقُ وَخِفَّةٌ ، وَنَوْعٌ مِنْهُ مَا يَأْخُذُ أَوْلِيَاءُ الشَّيَاطِينِ عَنْهُمْ .
فَقِيلَ لَهُ : فَمِنْ أَيْنَ عَلِمَ الشَّيَاطِينُ السِّحْرَ ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : مِنْ حَيْثُ عَرَفَ الْأَطِبَّاءُ الطِّبَّ ، بَعْضُهُ تَجْرِبَةٌ وَبَعْضُهُ عِلَاجٌ .
فَقِيلَ لَهُ : فَمَا تَقُولُ فِي الْمَلَكَيْنِ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يَقُولُ النَّاسُ بِأَنَّهُمَا يُعَلِّمَانِ النَّاسَ السِّحْرَ ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : إِنَّهُمَا مَوْضِعُ ابْتِلَاءٍ وَمَوْقِفُ فِتْنَةٍ ، تَسْبِيحُهُمَا الْيَوْمَ لَوْ فَعَلَ الْإِنْسَانُ كَذَا وَكَذَا لَكَانَ كَذَا وَلَوْ يُعَالِجُ بِكَذَا وَكَذَا لَصَارَ كَذَا أَصْنَافَ سِحْرٍ ، فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما مَا يَخْرُجُ عَنْهُمَا فَيَقُولَانِ لَهُمْ إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَأْخُذُوا عَنَّا مَا يَضُرُّكُمْ وَلَا يَنْفَعُكُمْ .
فَقِيلَ لَهُ : أَفَيَقْدِرُ السَّاحِرُ أَنْ يَجْعَلَ الْإِنْسَانَ بِسِحْرِهِ فِي صُورَةِ الْكَلْبِ وَالْحِمَارِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : هُوَ أَعْجَزُ مِنْ ذَلِكَ وَأَضْعَفُ مِنْ أَنْ يُغَيِّرَ خَلْقَ اللَّهِ ، إِنَّ مَنْ أَبْطَلَ مَا رَكَّبَهُ اللَّهُ وَصَوَّرَهُ وَغَيَّرَهُ فَهُوَ شَرِيكٌ لِلَّهِ فِي خَلْقِهِ ، تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً .. لَوْ قَدَرَ السَّاحِرُ عَلَى مَا وَصَفْتَ لَدَفَعَ عَنْ نَفْسِهِ الْهُمُومَ وَالْآفَةَ وَالْأَمْرَاضَ وَلَنَفَى الْبَيَاضَ عَنْ رَأْسِهِ وَالْفَقْرَ عَنْ سَاحَتِهِ . وَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ السِّحْرِ النَّمِيمَةَ ، يُفَرَّقُ بِهَا بَيْنَ الْمُتَحَابِّينَ وَيَجْلِبُ الْعَدَاوَةَ عَلَى الْمُتَصَافِّينَ ، وَيُسْفَكُ بِهَا الدِّمَاءُ وَيُهْدَمُ بِهَا الدُّورُ وَيَكْشِفُ السُّتُورَ ، وَالنَّمَّامُ أَشَرُّ مَنْ وَطِئَ عَلَى الْأَرْضِ بِقَدَمٍ .
فَأَقْرَبُ أَقَاوِيلِ السِّحْرِ مِنَ الصَّوَابِ أَنَّهُ بِمَنْزِلَةِ الطِّبِ .
*
المصدر : (البحار : ج10، ص168-169، عن كتاب الاحتجاج.)