كان هناك أحد السجون شديدة الحراسة والتي تقع على إحدى الجزر مما يزيد من صعوبة الفرار من مثل هذا السجن، ولكن كان أحد المساجين رجل ذو مال وفير وقد تم حبسه في هذا السجن انتظارًا لتنفيذ حكم الاعدام بالكرسي الكهربائي، وهو الأمر الذي كان يرجف منه هذا الرجل ويرفضه ويسعى جاهدًا للتخلص منه ولم يكن أمامه سوى الهرب.
بدأ الرجل في تقديم الاغراءات المالية الكبيرة لأحد حراس السجن حتى يستطيع تسهل عملية هروبه، ولكن الحارس أخبره بأن هذه العملية هى نوعًا ما مستحيلة نظرًا للحراسة المشددة وتفتيش كل ما يدخل أو يخرج من السجن بكل دقة، إلا أن إغراء المال جعل عقل الحارس يعمل بهمة للبحث عن طريقة مناسبة حتى يستطيع كسب كمية كبيرة من المال.
استطاع الحارس بعد عملية تفكير وبحث أن يصل إلى طريقة يمكن أن تنجح في تهريب هذا السجين بنجاح، وعندما حل الصباح تقدم الحارس من الرجل السجين وهو يخبره بأنه وجد خطة يمكن أن تساعده في عملية الهرب ولكنها خطة محفوفة بالمخاطر، فسأله الرجل السجين بلهفة وما هي فقال الحارس إن الشئ الوحيد الذي يخرج من هذا السجن دون التدقيق في تفتيشه هي توابيت الموتى لذا فالخطة تقتضي أن تقوم بالدخول إلى أحد التوابيت مع أحد الموتى في التابوت الخاص به حتى يتم خروجه من السجن ودفن التابوت وبعدها أتي أنا وأقوم بإخراجك من التابوت بعد نصف ساعة.
ظل الرجل السجين يفكر في تلك الخطة التي تمثل خطرًا عليه ومجازفة كبيرة إلا انه أقدم على المجازفة فبقائه في السجن يعني الموت بالكرسي الكهربائي وهذا بشكل أكيد، أما هروبه فيمكن أن ينجو ويعيش حياة الحرية وبالفعل أخبر الحارس بموافقته على الخطة وتم الاتفاق.
تسلل السجين إلى مكان توابيت الموتى ودخل إلى أحد التوابيت واستقر به وظل في انتظار نقل التوابيت وبعد مرور بعض الوقت بدأ يشعر السجين بحركة التابوت، مما يعني أنه بدأ نقل توابيت الموتى وظل يشعر بتغيرات شكل الحركة التي تدل على الحمل والتحرك في المركب ثم أخيرًا بدأ يستمع إلى تزمر الحراس من ثقل التابوت وأخيرًا تمت عملية الدفن وبقي السجين في انتظار الحارس الذي أخبره بأنه بعد نصف ساعة من عملية الدفن سيكون قد وصل اليه وقام بإخراجه قبل نفاذ الاكسجين.
مر الوقت على السجين وهو مدفون ومحجوز داخل التابوت مع جثة وهو تتقاذفه الافكار إلا أنه كان يحاول الثبات قدر المستطاع حتى لا يفقد أعصابه، إلا أنه بدأ في فقد أعصابة مع احساسه بمرور الوقت وبدأ يتسلل إليه شعور بالهلع من تأخر الحارس عليه ونفاذ الاكسجين، ولكن في خضم تلك الافكار بدأ يشعر بصوت خطوات قريبة منه لكن تلك الخطوات عادت لتختفي مرة اخرى مما جعل الشعور بالهلع يعود مرة أخرى ويزداد.
حاول السجين قدر المستطاع المحافظة على ثباته فقرر أن يعرف كم مر عليه من الوقت فربما هو يشعر بمرور الوقت بسبب خوفه، فقام باستخدام الثقاب حيث اشعله ونظر إلى ساعته فلاحظ أنه مر حوال 45 دقيقة فازداد الخوف وبدأت الافكار المجنونة تتلاعب به حتى أنه شعر بأن جثة الميت تضحك عليه، فقرر أن ينظر إلى وجه تلك الجثة وهنا كانت الصاعقة التي أصابت السجين إذا كانت الجثة هى جثة الحارس الذي اتفق معه على عملية الهروب.