يَعرفُ الاستعمالُ اللغويُّ المُعاصر عَشراتِ المفردات العربية التي فَقَدت دلالَتَها الأصليةَ أو أضيفَ إليْها دلالةٌ جديدةٌ؛ فمن ذلكَ :
- العصابَة: كانَت العصابَةُ في عُصور الفَصاحَة تَعني الجَماعَةَ من الناسِ، ومنها جَماعَةُ الصالحين المُجاهدينَ، ففي حَديث دُعاء بَدر، من روايَة عُمَرَ بن الخطّاب: « اللَّهُمَّ إِنْ تَهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةُ مِنْ أَهْلِ الإِسْلاَمِ لاَ تُعْبَدْ فِى الأَرْضِ ». أمّا اليومَ فقَد اقتَرَنَ مَعنى العصابةُ بعالَم الجَريمة.
- السّابقَة: كانَت تُطلقُ كلمةُ السابقَة عَلى السبقِ إلى خَيرٍ؛ يُقالُ: لِفُلانٍ سابِقةٌ في هذا الأَمر، إذا سَبَق الناسَ إليه، ويغلبُ أن يَكونَ في خيرٍ. أمّا اليومَ فالسابقَةُ تُجمَع على السوابق ويُرادُ بها ما اقترَفَه المرءُ من جَرائمَ أو جُنَحٍ سوَّدَت صحيفَتَه. يُقال: لفُلان سَوابقُ عَدلية تَحول بينه وبين الحصول على وظيفَة.
- الفَتاةُ: كانَت الكلمةُ تُطلَقُ ويُرادُ بها الجاريةُ الحَدَثةُ، فالأنثى فَتاةٌ والغلامُ فَتًى، أمّا اليومَ فيُراد بها البنتُ الحَدثةُ بلا تَقييد.
- اَلخَلُوقُ: ضَرب من الطيِّب أو الزَّعْفران الطَّيِّب. أَنشد الشاعرُ:
قد عَلِمَتْ إن لم أَجِدْ مُعِينا /// لتَخْلِطَنَّ بالخَلُوقِ طِينا
يعني امرأتَه. يقول إن لم أَجد من يُعينني على سَقْيِ الإبل قامَت فاسْتقَت مَعي فوَقَعَ الطينُ على خَلُوق يديها فاكتفى بالمُسبَّب الذي هو اختلاط الطين بالخَلوق عن السبب الذي هو الاستقاء معه. أمّا اليومَ فتُطلقُ على المَوصوفِ بالخُلُقِ الحَسَن.
- الزَّخم : تدلُّ الكلمةُ على صفَة الرائحة الكريهة، وطعامٌ له زَخَمَةٌ أي ذو رائحة كريهة، ولَحمٌ زَخِمٌ دَسِمٌ خبيث الرائحة. أمّا اليومَ فيُطلقُ الزَّم ويُرادُ به الشّدّة والكَثافةُ والقُوّةُ.