النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

واقعة الطف وتعددية الرؤى في الشعر العربي

الزوار من محركات البحث: 34 المشاهدات : 784 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق نشيط
    سيد حامد
    تاريخ التسجيل: November-2012
    الدولة: العراق - الديوانية
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 275 المواضيع: 235
    صوتيات: 27 سوالف عراقية: 69
    التقييم: 199
    مزاجي: حسب الظروغ
    المهنة: مدير مدرسة
    أكلتي المفضلة: السمك المسكوف الدولمه
    موبايلي: galaxy 7core
    آخر نشاط: 28/July/2018
    مقالات المدونة: 29

    واقعة الطف وتعددية الرؤى في الشعر العربي

    حسن الكعبي
    على الرغم من تعددية الرؤى حول واقعة الطف ضمن القصائد التي تعاطت معها بيد أنها تتفق في المحافظة على أهداف الطف المنبعثة منا لغايات المقدسة التي حملها الحسين، كما تتفق على إظهار بشاعة الظلم في إدارته لدفة الصراع في المعسكر المناوىء باعتباره معسكرا (براغماتيا) سلطويا يستهدف إزالة العدل عن طريق الدسائس والجرائم التي تتكفل النماذج الشعرية بفضحها. ففي قصيدة (مرثية جيكور) ذات البناء الرثائي، الذي يستخدمه السياب كتقنية معادلة لمأساوية الوضع البشري ضمن واقع يكتظ بالجرائم والدسائس يكشف عن الأبعاد الدموية وجوفائية الدوافع لمعسكر يزيد، لكونها تنتمي إلى سلسلة الصراعات الدوغمائية في التاريخ العربي كحرب البسوس المتعامدة على شهوة الثأر الأجوف، والثأر لدى يزيد هو من موروثات الحقد الأموي منذ معركة بدر الكبر ى، إضافة إلى الحلم الأموي للتسلط الذي يرجع إلى ما قبل تاريخ المعركة حلما يستعين- لكي يتحقق - بأكثر أشكال الجريمة بشاعة، كما ترمز الاستعانة بحرب البسوس لاستمرارية الثأرالموروث، سيما وأن البسوس من اطول الحروب عمرا في التاريخ العربي ، ويجسد السياب هذا الشكل والاستمرارية للثأر في هذا المقطع الذي يبتدىء بقوله:
    (ما تزال البسوس محمومة الخيل لديه)
    في مقطع آخرمن القصيدة يصعد دراما الحدث في بداية المعركة بعد أن يكشف الشاعر عن الطبيعة التآمرية ما بين السيد الحالم بالسلطة وبين عبده الذي يمثل الأداة الطيعة لتنفيذ الجريمة اندفاعا وراء رضا السيد، ذلك الرضا الذي يدر على العبد منافع دنيوية، كما يكشف وعبر المقطع ذاته استمرارية الحقد الموروث عن طبيعة الثأر الاجوف لدى السيد الحالم .
    (وما خبا في يزيد نار عينين ألقتاها على الشمر ضلالامذ بحات الوريد كلما لز شمره الخيل أو عرى أبو زيده التحام الجنود)
    في قصيدة (وتريات ليلية) ينطلق الشاعر مظفر النواب في رؤياه للواقعة من إطار تحريضي يشي بالخلفية الإيديولوجية الثورية للشاعر، فرأس الحسين (عليه السلام) معادل للثورة، بل هو الثورة ذاتها، مصدرا المقطع باسم الإشارة هذا الذي يتضمن عبر استخدامه على النحو الذي استخدمه النواب طابعا تحريضيا استفزازيا استطاع الشاعر تفجير طاقته الدلالية حين استخدمه ضمن هذه الصيغة: (هذا رأس الثورة
    يحمل في طبق في قصر يزيد ( إن الرأس يحتل الأساس في القصيدة، فهو أيضا معادل لمفهوم الفداء الذي يجب بلورته لاعادة صياغة الواقع بما يتواءم وسعادة البشرية، لذلك فان الشاعر يصرح بانتمائه لذلك الرأس المقدس المعادل للثورة والفداء الى جانب انتمائه لرمز انساني اخر خالد في التاريخ هو الغفاري داعية المساواة بين البشر والساعي الأبدي لمحو الطبقية عبر مجالدة الطبقات البرجوازية المتنفذة التي اكتسبت نفوذها من خلال تهميش الفقراء تهميشا يصل حد السحق ولذلك فان الشاعر يجد في الحسين وفي أبي ذر المثال الذي يجب أن يحتذى عبر الانتماء إليه :
    أنا أنتمي للفدائي لرأس الحسين
    وللربذي يدق على قحف كل غني
    وإذا كانت رؤيا النواب تنطلق من إطارها التحريضي فإن رؤيا أدونيس للواقعة ترتكز على الموروث العقيدي الباطني للمأساة، حيث يعكس مناخ الواقعة المأساوي في ضمير الكون من خلال التحام مفردات الطبيعة الأرضية مع الظواهر الكونية السماوية في تجسيد المناخ المأساوي بعد أن يتابع المأساة في سياقها الطبيعي كاشفاعن الطبيعة الوحشية لطقوس القتل في قصيدة (مراة الشاهد (وحنيما استقرت الرماح في حشاشة الحسين
    وداست الخيول كل نقطة من جسد الحسين
    رأيت كل زهرة تنام عند كتف الحسين
    رأيت كل نهر
    يسير في جنازة الحسين
    ويتابع تصيعده المأساوي في قصيدة (مراة لمسجد الحسين) حيث كل مفردات الكون تسعى للمشاركة في الصلاة على ذلك الجسد المقدس والسير في جنازته:
    الاترى الأشجار وهي تمشي
    في سكر وفي اناة كي تشهد الصلاة؟
    ألا ترى سيفا بغير ما غمد يبكي
    وسيافا بلا يدين
    يطوف حول مسجد الحسين ؟
    وبنفس الاستمرارية في المحافظة على البعد العقيدي يتابع أدونيس تصعيد المأساة ويبدو تحرير أدونيس للنص من ذلك المنظار العقيدي أكثر وضوحا في الاستخدام عن بقية الشعراء .ولذلك فإن الناقد العربي الدكتورعبد الحميد جيدة يلا حظ في سياق تحليله لقصائد أدونيس بان النص الأدونيسي ينطلق من انتماء ايديولوجي لكونه محملا بدلالات منتزعة عن الرؤية الباطنية لمأساوية الواقعة، فرؤيا أدونيس والمتابعة لتصاعدية الحدث مشحونة بالدلالات الباطنية كونها رؤيا لاتؤكد الحدث وحسب بل تجسد النظرة الباطنية للحدث الأمر الذي أضفى على نصوص أدونيس دلالتها الفكرية ففي قصيدة (مراة الرأس) يكشف عن بشاعة التمثيل بالرأس المقدس من خلال التوسل بتقنية المونولوج - المنثال عن وعي (الخولي) الشخصية السلبية المشاركة في الجريمة والممثلة للطبيعة (البراغماتية / النفعية)محررا عن وعيه تقولات تؤكد تلك البشاعة وهول صورها :
    سايرته، رصدته، غلغلت في جفونه
    أيقظت كل شهوتي، هجمت عليه واحتززته
    وجئت الى الدار
    يتابع أدونيس تصعيد دراما الحدث بالانتقال من إطار المونولوج (الحوار الذاتي) إلى الديالوج (الحوار الثنائي (فيما بين الخولي وزوجته النوار:
    وكانت زوجتي النوار تفتح باب الدار
    -اطلت من اين ....؟
    _ لقد جئتك بالدهر، بمال الدهر
    - من أين ؟ كيف
    – لقد جئتك برأسه
    –من؟ الحسين
    –ويحك لايجمعني معك......
    وهاجرت النوار، إن هجرة النوار تؤكد هول الجريمة الموجبة لذلك الانفصال. الملاحظ في هذه القصائد انحراف أدونيس باللغة عن التأسيس الذي بداه في مشروعة النثري المتسم بالغموض نتيجة لتكثيفاته الرمزية وشحنه بدلالات فكرية على خلاف هذا التأسيس ، فقد اعتمد في هذه القصائد على لغة واضحة بمتناول القارىء العادي لكنها تفيض بصيغ جمالية ودلالادت فكرية تلزم القارىء في فاعلية المشاركة في انتاج النص والاحساس بالمشاركة الوجدانية بالمأساة المجسدة في النص الى جانب هذه النصوص فثمة نصوص كثيرة معاصرة تعاطت مع الواقعة تمتلك ذات الأهمية الجمالية والفكرية، لكنها بحاجة إلى وقفة تأملية لأنها حاشدة بصيغ بلاغية وجمالية تنتظر إجراءات نقدية للكشف عن تلك الصيغ الجمالية والبلاغية، وإضافة اختزالاتها الفكرية كقصيدة غرام عراقية لفالح حسن عبد الرحمن، والقصيدة الرائعة (الحسين يكتب قصيدته الأخيرة ) للشاعر رشدي العامل وقصيدة عليه السلام لزاهر الجيزاني ،بالإضافة إلى نصوص أخرى كثيرة .

  2. #2
    صديق مؤسس
    صاحبة الامتياز
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: البصرة
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 27,178 المواضيع: 3,882
    صوتيات: 103 سوالف عراقية: 65
    التقييم: 5826
    مزاجي: هادئة
    أكلتي المفضلة: مسوية رجيم
    موبايلي: Iphon 6 plus
    آخر نشاط: 5/August/2024
    مقالات المدونة: 77
    دراسة قيمة ورااائعة جدا ... شكرا لك
    تقييمي

  3. #3
    من أهل الدار
    ملائكة وشياطين
    تاريخ التسجيل: November-2012
    الدولة: في المنفى
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 21,968 المواضيع: 3,683
    التقييم: 9505
    مقالات المدونة: 66
    موضوع رائع شكراا

  4. #4
    من المشرفين القدامى
    CANDY
    تاريخ التسجيل: November-2012
    الدولة: على سطح القمر
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 4,008 المواضيع: 316
    التقييم: 968
    مزاجي: الحمد لله
    المهنة: logistic company
    أكلتي المفضلة: Healthy Food
    آخر نشاط: 27/March/2015
    شكرا على الموضوع المهم

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال