سلسلة خمسة آلاف عام من الانوثة العراقية
لا يمكن الحديث عن العراق القديم وعن حضارته ومعتقداته ومجتمعه من دون الحديث عن ((عشتار)) او ((عينانا)) وحبيها ((تموز)) او((دموزي)). ان هاتين الشخصيتين ليسا كما قد يتصور البعض، مجرد شخصيتين اسطوريتين، بل هما الشخصيتان الاساسيتان في الديانة العراقية. (ميزوبوتاميا)
معروف أن الأساطير حكايات شعبية تتناقلها الأجيال شفويّاً زمناً طويلاً قبل أن تُقيِّدها الكتابة، وتجري أحداثها في بدايات الزمن الأزليّ، وتحكي أصل الكون والإنسان والحضارة، وتحمل دلالات "دينية مقدسة"، وشخوصها آلهة وأنصاف آلهة وأبطال فائقوالكمال. وهكذا فإن سردها يتطلب طقوساً أقرب إلى السِّحر، وشعائرَ تغالي في الطهر والنقاء. من أجل ذلك كلِّه، أرجوك، أيها القارئ الكريم، أن توقد الشموع معي، وتتلو ترانيم العشق والوجد، قبل أن نقترب من (عشتار) في حندس هذا الليل السومريّ الموغل في مغارات الزما ن والمكان.