عندما نكتب عن الحزن فهذا لا يعني أننا نتوجع ونسح الدموع !
وعندما نكتب عن الحب فهذا لا يعني أننا نعيش الهيام ونهيم في دنيا الغرام !
وعندما نكتب عن الخذلان فهذا لايعني أننا نقبع في غياهب الخذلان ونقاسي الهجران !
وعندما نكتب عن الإيمان وعن الله فهذا لايعني أننا من أولياء الله الصالحين !
إننا إذ نتحدث عن الحزن فإننا نتحدث عن مشاعر موجودة تعتري الوجدان ،مشاعر آنية وليست توجه ولا مسار !
وعندما نتحدث عن الحب فإننا نتحدث عنه كأسمى المعاني والعواطف الإنسانية النبيلة ،التى تشمل كل ماحولنا فالحب أسمى من أن نقصره بعلاقة تجمع رجل وامرأة!
وعندما نتحدث عن الخذلان فإننا نتحدث عن أقسى ما يمكن أن يلقاه الإنسان من أخيه الإنسان !
وعندما نتحدث عن الإيمان فإننا نتحدث عن ما ينبغي أن نكون عليه من القرب والإنقياد للواحد الديان .
فكما أن الكتابة تكون نتيجة لامتزاج الشعور بالكلمات ،تكون أيضاً نتيجة لعمق الإحساس بمن حولنا أو لعمق الإحساس بالمعنى ولو كان مجرداً !
مشكلتنا تكمن في أننا نناقش صاحب الفكرة ولا نناقش الفكرة ذاتها !
نناقش من يقف وراء الكلمات ولا نناقش الكلمات !
نناقش المشاعر التي أنتجت تلك المعاني ولا نناقش المعاني نفسها !
قد نكتب عن كل المعاني لتجدوا أنفسكم في بعض السطور وأن لم تدوننا تلك السطور ،
وقد نكتب فتجدوا في بعض الحروف صوراً من أنفسكم وإن لم تلتقط صورنا تلك الحروف !
ولاتقولوا أن النائحة الثكلى ليست كالنائحة المستأجرة فالنواحة شيء مختلف تماماً عن الكتابة !