الرؤى الدينية للعالم تشارلز داروين
في عام 1851 تحطم داروين من وفاة ابنته آني , بحلول ذلك الوقت كان إيمانه في المسيحية يتضاءل و قد توقف عن الذهاب الى الكنيسة.
إرث عائلة داروين ينحدر من طائفة المعتزلة التوحيدية، بينما كان والده وجده من المفكرين التحرريين، وقد عُمِّد وتلقى تعليمه في كنيسة إنجلترا.] عندما ذهب للدراسة في جامعة كامبردج ليصبح رجل دين أنجليكي لم يكن متشككاً في الحقيقة الحَرفية للإنجيل.[] وقد درس علم اللاهوت الطبيعي على غرار العالمين جون هيرشيل ووليام بيلي، وهو علم يبحث تفاسير الإنجيل عبر القوانين الطبيعية بدلاً من الخوارق. ويرى في تكيف الأنواع دليلاً على التصميم. على متن سفينة البيغل، كان تدينه تقليدياً وكان يعتبر الإنجيلَ سُلطةً نافذةً في الفضائل.] وقد عكف على البحث عن "مراكز الخلق" لتفسير التوزيع،] كما ربط بين حشرة ليثِ عِفِرِّين وُجِدت بقرب حيوانات الكنغر بـ "فترات خليقة" واضحة المعالم.] عند عودته كان ناقداً للإنجيل كتاريخ، ومتسائلاً لمَ لمْ تكن كل الأديان صالحةً سواءً بسواء.] في السنوات القليلة اللاحقة، بينما كان ممعناً النظر في علم الجيولوجيا وتحول الأنواع بشكل مكثف، أسدى كثيراً من الاهتمام للدين وخاض نقاشاً عن ذلك بإفصاحٍ مع إيما، التي كانت - هي الأخرى - تحمل معتقداتٍ نابعةٍ من دراسةٍ مكثفةٍ وتساؤلات. ثيوديسيا بيلي وتوماس مالثوس بررت الشرور كاعتبار المجاعة - على سبيل المثال - ناتجةً عن قوانين خالقٍ خَيِّرٍ وتنطوي على أثرٍ طيبٍ بالكُلية. بالنسبة لداروين، قدم الانتقاء الطبيعي جودة التكيف وأزاح الحاجة للتصميم.[] ولم يستطع أن يرى عمل الإله كلي القدرة في كل ذلك الألم والمعاناة كفعل حشرة الزنبور النمسي حين تشل حركة اليرقات لتوفر غذاءً حياً لبيوضها.] ظلت رؤيته للأنظمة الحيوية أنها متكيفة تامة. وفي كتابه أصل الأنواع تجلتْ رؤاهُ اللاهوتية, فعلى الرغم من تصوره للدين كإستراتيجية بقاءٍ قَبَلية، إلا أن داروين كان رافضاً للتخلي عن فكرةِ أن الرب هو واهبُ القوانين المطلق. وقد كانت مشكلة الشر تزعجه على نحوٍ متزايد] لعب داروين وصديقه المقرب جون إنز، الكاهن في كنيسة داون، دورا مؤثرا في مجتمع الكنيسة[] ، لكن بحلول عام ١٨٤٩م علق داروين على ذهاب أفراد أسرته إلى الكنيسة أيام الأحد بقوله" إنه من العبث الشك في قدرة الإنسان على الجمع بين الإيمان بالله و نظرية التطور في نفس الوقت".] على الرغم من تحفظه عندما يتعلق الأمر بنشر آرائه الدينية، كتب داروين في عام ١٨٧٩م، " لم أنكر أبدا فكرة وجود إله لهذا الكون، لكن اعتقد بأن مصطلح "اللاديني" كفيل بوصف ما أعتقد حاليا"] في عام ١٩١٥م،نُشر في كتاب ( حكاية السيدة مع الأمل) بأن داروين عاد للمسيحية في أيام مرضه، والذي أكده أبناؤه وكذّبه المؤرخون
المصدر