تَسمى العربي محرما وصفَرا وربيعا ورجبا وشعبان ورمضان وحجّاجا (ذا الحجة)، وكأنما يتمسك إذ ذاك بالحياة العربية، يدل عليها، ويستدل بها! تَسمَّى أسماء ثمانية أشهر من الاثني عشر، ولولا كراهة الجمود الذي في جمادى والقعود الذي في ذي القعدة، ما أهملهما من تَسمِّيه!
ثم قليلا قليلا تفلتت من تَسمِّيه أشهرُه مثلما تفلتَت عروبته! وعلى أثره سعى المسلم غير العربي، حتى تجاوزه إلى تَسمِّي بعض الأشهر الأعجمية! نعم؛ فقد لقيت بجاكرتة من إندونيسية "أوغسّلام"، أستاذ اللغة العربية الذي ولد بأوغسطس، فلم يشأ أن يهمل الشهر الذي ولد فيه؛ فجعل له نصف اسمه! ولا أستبعد أن يصنع العربي فيما يستقبل مثل صنيع المسلم غير العربي، حتى تَخلص أسماؤهما أخيرا للأشهر الأعجمية، فنجد على المقاعد أمامنا يناير في مايو ومايو في يناير!