النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

فصول من مملكة الشر - وديع أزمانو

الزوار من محركات البحث: 8 المشاهدات : 208 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    مراقب
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 40,731 المواضيع: 3,592
    صوتيات: 131 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 43670
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ 4 أسابيع
    مقالات المدونة: 19

    فصول من مملكة الشر - وديع أزمانو

    .




    “فصل الصّعاليك”
    (مقام أول)
    إلى صعلوك العالم الجديد “محمد العلمي حمدان”
    ..
    هو الفقيرُ الشَّريفُ يشحذُ بخواءِ البطنِ المسيرَ ويشعلُ نارا في جوعِ الخيامِ ، هو قاطعُ الطَّريقِ النبيلُ يقطعُ عن الطُّرقِ وجهتها الفاحشة ويصلُ بالهواءِ و الماءِ أفواها ناشفة ، هو المطرودُ المضطهدُ المتمرِّدُ المخلوعُ المنزوعُ من ضلعِِ القبيلة ، هو صرختنا تمتشِقُ السيفَ تستفتحُ الصحراء وتنضو عن أيامنا ظُلمتها الطويلة ، هو سفرُ الجوعِِ و الدمعِ و وجعٌ ينمو في ثورةِ الأعضاءِ، دمٌ مسفوحٌ مذ شهقةِ الله وتيه الصحراءِ في الخلايا
    هو لا أحدٌ ؛ سوايَ
    …………………..
    رُتِّبتِ الحياةُ منذُ بدءٍ ؛ انتظمتْ في لباسٍ يليقُ و مسكنٍ يؤوي وطعامٍ يقي جارحةَ الطبيعةِ وتناسلٍ يحفظُ للخليقةِ وجهها
    رُتِّبتِ الحياةُ حتى كانتِ الفوضى
    وكان لا بدَّ من فوضى جديدةٍ تعيدُ للعالمِ رشاقتهُ
    كان لا بدَّ من فتكٍ أصيلٍ ، ينقذُنا من سلطةٍ تفتكُ
    وكانت شمسٌ صعلوكةٌ تجري في عَدْوِ الرّيحِ
    وتفتحُ للسّالكينَ أسرارَ الكلام
    ……………..
    اجتمعنا قبيلة واحدة ، إذا تفرَّق دمٌ منا ، استجمعتهُ الشرايينُ
    ولاذتِ الرِّمالُ إلى مضاربنا تتكوّمُ كحصنٍ
    ثمَّ كان هناكَ لصٌّ ؛سرقَ منّا وِجْهةَ الحُلُمِ
    ورمى بأيامنا في السيوفِ مسلولةً
    وقال : اسمعوني تنجون
    و من يومها ، لم نسمع غير صرخةِ الجوعِ في دمِ الوليد !
    ………………
    الشعراءُ أبواقُ السُّلطةِ
    إعلامهمُ الهجينُ في الزمنِ القديمِ ،
    زمنَ أخذنا بالشِّعرِ إلى صحراءٍ
    آخينا بينهُ و بين وحشٍ
    ونمنا سويَّةً في فضاءِ الجراح
    ………………
    لم نرفع قصيدة تمدحُ الفقراء
    ولكن ؛ أطلقنا مكنوننا في صرخةِ ذئبٍ
    وفرشنا العُواءَ يضيئُ للعالمينَ ،
    فِتنةَ الصَّحراء
    ……………….
    بعيدا عن سُلالةِ الدَّمِ ، بعيدا جدّا عن تناحرِ شعوبٍِ و قبائلَ
    بَدَتْ تقوانا في ضُحى شَمسٍ تعرقُ ،
    إذ خطونا في رقصِ الرِّحلةِ
    كأنها العاشقةُ بإبطها الحليق
    بعيدا جدّا عن سقطةِ ثاراتٍ ،
    كنّا نرسمُ الأثرَ
    ونغوصُ في مفاصلِ الطريق
    نلاحقُ صقرا إلى وكرهِ
    وننزعُ منهُ عصفورا ، لم يذق بعدُ شهوةَ التحليق
    وإذا سألنا أحدٌ عن القبيلةِ
    رمينا لهُ بشجرةِ الأنسابِ
    و تهنا في جغرافيات الحريق
    ………………..
    كنّا إذا نزلنا بقبيلةٍ تجوعْ
    وزَّعنا أنفاسنا على المضاربِ
    سلخنا جلودنا
    وهيّأنا الثريدَ
    في مائدةٍ من الضلوعْ
    ومن دمعنا ،
    أضأنا لطفلٍ الكتابَ
    أشعلنا المُقلَ
    سماءً من الشُّموعْ
    ……………
    خارج المتنِ و الحكايةِ سرجنا لأقدامنا مجهولَ الصَّحراءِ ، شددنا المرارةَ إلى بطنٍ تصلَّبت كحجارةِ الطريقِ وأطلقنا الأفراسَ تعدو في لسانٍ ينطقُ بنا ، وقلنا : باطلةٌ هي أيامنا تُشرقُ من شمسٍ غريبةٍ ووهمٌ هو مجرانا بين الخلائقِ وتناقضٌ هو ماضينا يرمينا بالتاريخِ مبسوطا في صفحاتِ الزُّورِ وقاتمةٌ هي أشعارنا في جبهةِ الوقتِ وآسنٌ هوذا الحضور .
    نحنُ إذ خرجنا ؛ لم نرفع الصَّوتَ ولُذْنا بمجازٍ يُخاتلُ ، نحنُ الخروجُ في لسانٍ مقطوعٍ و يدٍ مبتورةٍ ونصٍّ يتمنَّعُ عن التَّسميةِ وشرفٌ لا يزول .
    نحنُ إذ خرجنا لم يتركوا حتى ملحا نازفا من دمعنا في مخلاةٍ ، لم يتركوا حتى دمنا يتقصَّفُ في صهدِ الصَّحراءِ ، لم يتركوا لنا سقطةَ الأليفِ و مدعاةَ التوحُّشِ و انكسار العبور .
    طلاقةٌ هي خطواتنا في قميصِ الرَّعدِ وبرقٌ هوذا العبور ،و آهلٌ هذا البركانُ بحممٍ تخرجُ منّا وجاهزةٌ هذي السُّيول.
    لا طللَ لدينا نبكي عليهِ ، وكلُّ الأطلالِ تقيمُ في خرابِ الرُّوحِ منّا وآفلةٌ هي الأمكنةُ تُنازعنا فيها الوحوشُ ، وقد ألفنا الوحشَ حتى صرنا منهُ وصارت بلادُ النّاسِ مُوحشةً تجرحنا بغيرِ مخلبٍ ونسقطُ في احتضارها كوجبةٍ سريعةٍ في إهابِ الفصول.
    ننمو كتجاعيدَ في وجه الفيافي و نتركُ للقبيلةِ ملامحها البكرَ مصبوغةً في ريشةِ العالم الجديدِ ، نتركُ لها التقنياتِ الحديثةَ ونصعدُ في نعلٍ بالٍ ، نتركُ لها فرسَ الوحيِ و مركباتِ الفضاءِ ونُجاري الماعزَ في ثُغائها نحو شجرةِ الذهول.
    بأجسادنا الهزيلةِ نُعيدُ للعالمِ توازنهُ ، وقد تجسَّدتِ الصخورُ في أقدامنا رماحا ، و سكنتنا لعنةُ تشعَّبتْ كنداءِ الجبلِ في قامتنا ، وارتقتْ إلينا أرواحُ النباتِ و الحيوانِ و الجمادِ لم يمسسها إنسٌ و لا جانٌ ،
    وكان الإلهُ صورتنا النّاقصة
    ها نحنُ نأخذُ الخليقةَ لما يُشتهى
    وكانتْ رؤانا
    فاتحةَ الوصول.

    منقوول

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    نـوتيلآ
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: العرآق _مـيسـآن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 70,103 المواضيع: 2,180
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 39708
    مزاجي: حسـب آلظـروف
    أكلتي المفضلة: آلسـمـگ
    موبايلي: كلكسي Ã12
    مقالات المدونة: 2
    يسلموو ...

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال