.
عظام أكثر إنسانية
….
ذات يوم
ستكون عظامي أكثر إنسانية
ستكتسب قدرة على الإصغاء لهدير هذه الأزمنة البعيدة
في كفنها الأبيض
وستنعم بالنسيان ‘ كحصاة يصقلها البحر في أعماقه
لن يكون هناك فرق بينها وبين النجوم
في رحلة فنائها في العالم
أنا لست حزينا لموتي
ولا أشك لحظة أنني مثل برعم غض
من قلب التراب سأنبت
لأنني مُت وبُعثت في حياتي مرات ومرات
لم تزل روحي هنا
في تلك الأنّة التي تئنّها المراكب
تتبع ظلّي متهالكة على كوكب آخر
غصن شجرة بيني وبين الأعماق
قبل أن أسقط إلى هوة المجهول
ربما هو الحب
ربما الحنين لشيء ما
أبعد من رائحة الريحان
وأشف من حزن البنفسج
وأصفى من غربة يمامة
وأكثر وجعاً من عطر زهرة تُقصَف في بستان
كنت أعرف أنني سأبلى
ومع هذا سأظل مترعا بالأحلام
مثل مياه نبع شارد
أصغي لضفادع الحُقب الخوالي
تلتهم ألف صمت في روحي
أسأل كطفل فَرِحٍ بدخول مدينة الله :
من أي غيابٍ صُنع هذا المذاق الحنون
لصحراء فنائي .
منقوول