من القطيف.. «أُخضر» لم يقعده شلل الأطفال عن إعالة أسرته.. واتخذ من «الليمون» مصدر رزق
بواسطة : حميدة الزاهر - القطيف اليوم - القطيف اليوم
11 يونيو، 2020
تحدى الصعاب ورفض الاستسلام، فرغم كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أنه واجه الحياة بعزيمة وإصرار، قاوم إعاقته وإصابته بشلل أطفال نصفي بالطرفيين السفليين وأكمل مشوار الحياة مخلصًا في عمله متفانيًا لأولاده.
جعلته رعايته لأبنائه يعمل وقتًا طويلًا لتأمين لقمة عيش حلال لهم، إنه علي عبد الغني عبد العلي أُخضر “أبو حسن”.
يقول “أبو حسن”: “أعمل يوميًا من بعد الظهر حتى أذان الفجر، أي ما يقارب من ١٤ إلى ١٥ ساعة، فقط أتوقف للصلاة والأكل، كل هذا لأوفر لقمة كريمة طيبة حلالًا من عرق جبيني لأسرتي المكونة من ثمانية أفراد”.
عرفت أسرة أبو حسن المنحدر من مدينة القطيف بحبها لعصير الليمون الأخضر واستمرارهم في شرائه بالفلينة الواحدة ثم عصره بالأصابع للتلذذ بشربه، ومن هنا جاءت الفكرة لـ”أم حسن” منذ سبع سنوات تقريبًا، فاقترحت عليه بيع الليمون، وبتوفيق من الله بدأ المشروع ببيع عصير الليمون الجاهز بعد توفير عصارات كبس يدوية، وبطلب من الزبائن لليمون المركز توسعت دائرة المشروع، فشمل بيع عصير الليمون الجاهز للشرب، إضافة لبيع الليمون المركز، بخمسة أحجام؛ حجمان قوارير خمسة لترات ولتر إلا ربع” وثلاثة أحجام مثلج بأكياس (٥٠٠ مل – ٢٥٠ مل – ١٥٠ مل).
ويوضح “أبو حسن” بداية مشروعه قائلًا: “في البداية كنت أشتغل في موسم الليمون البلدي القطيفي لشهرين ونصف الشهر أو ثلاثة أشهر بالسنة حسب الموسم، لكن هذه السنة وبسبب جائحة كورونا التي ألزمتنا المنازل، استغليت الفرصة واشتغلت في الليمون اليمني الأخضر لاحتوائه على نفس البذرة ونفس الطعم ولكونه ينزل باليمن قبلنا بشهرين، وساعدني الأخ الكريم “أبو علي العقيد”، من أم الحمام واستورد لي الليمون من اليمن”.
وذكر أن هناك صعوبات كثيرة واجهته، خاصة في بداية مشروعه، متابعًا: “لكوني من ذوي الاحتياجات الخاصة من الصعب بالنسبة لي تحميل الليمون، فكان صاحب البسطة في السوق يضعه لي في السيارة وأم حسن والأولاد ينقلونه لداخل المنزل، وبمرور الأيام تعرفت على الأخ الكريم “جاسم الخباز”، من أم الحمام، الذي وفر لي الليمون البلدي الطازج بشكل يومي ولداخل المنزل”.
وأضاف: “من الصعوبات الأخرى التي واجهتني؛ عدم توفر عصارات في البلد، ما جعلني أطلبها ممن يسافرون إلى مناطق أخرى، ولكثرة الطلبات التي أستقبلها وعدم قدرتي على إنجازها كلها قمت بتعليم أبنائي المهنة فحملوا عني الشيء الكثير”.
أصبح أبو حسن يعمل قرابة نصف السنة بجميع مواسم الليمون الأخضر اليمني والمصري والبلدي لاختلاف فتراته، بعد أن كان يعمل ثلاثة أشهر بالموسم فقط.
وقال “أبو حسن” لـ«القطيف اليوم»: “أشكر جميع أهل البلد على دعمي بالشراء، فقد اتضح لي أن الكثير من الناس يقومون بالشراء وبكميات كبيرة لا لأجل الليمون، بل لأجل دعمي والوقوف معي في المشروع جزاهم الله خير جزاء”.