السياحة في إستونيا
معلومات عامة عن إستونيا
هي دولة تقع في منطقة بحر البلطيق بشمال أوروبا. يحدها من الشمال خليج فنلندا، ومن الغرب بحر البلطيق، ومن الجنوب لاتفيا، وإلى الشرق من بحيرة بيبوس والاتحاد الروسي.
تسمى رسميا بـجمهورية إستونيا ويرجع تسمية إستونيا بهذا الاسم إلى الكاتب الروماني تاسيتس حيث إنه في كتابه جيرمانيا وصف جماعة من الناس يسمون أسيتي، في الملاحم الإسكندنافية القديمة تشير إلي بلد اسمها أسيتلند.
يتأثر مناخ إستونيا بموقعها الجغرافي. فهي تقع في منطقة الغابة المختلطة وهي منطقة فرعية للمنطقة الأطلسية القارية والتي بدورها تنتمي للمناطق المعتدلة. كما تقع على منطقة انتقالية بين تأثير مناخ ساحلي ومناخ قاري.[16] وفقا للتصنيف المناخي المسمى تصنيف كوبـِن فإن الجزء الغربي لإستونيا يقع ضمن نطاق مناخ ساحلي مع شتاء معتدل في حين يقع الجزء الشرقي للبلاد ضمن نطاق مناخ قاري ورطب مع شتاء قاس.
الثقافة والتاريخ في إستونيا
أصبح استقرار الإنسان في إستونيا ممكناً قبل حوالي 11,000 إلى 13,000 سنة، عندما ذاب الجليد من أخر عصر جليدي. أقدم استعمار إنساني لإستونيا كان استعمار البولي، والذي كان على ضفاف نهر بارنو، بالقرب من بلدة سيندي، في الجنوب الغربي لإستونيا. وفقاً للالتأريخ الكاربوني تم اللاستعمار حوالي 11,000 سنة مضت في بداية الألفية التاسعة قبل الميلاد.
تم العثور دلائل تشير إلى وجود مجتمعات الصيد البري والبحري حوالي سنة 6500 قبل الميلاد بالقرب من بلدة كوندا شمالي إستونيا. أعمال يدوية من العظام والحجارة شبيهة بالتي تم إيجادها في كوندا وجدت أيضاً في أماكن أخرى من إستونيا، وأيضاً في لاتفيا، شمالي ليتوانيا وجنوبي فنلندا. ثقافة الكوندا تنتمي إلى أواسط العصر الحجري.
تميزت نهاية العصر البرونزي وبداية العصر الحديدي بتغييرات ثقافية كبرى. أكبر تغيير حصل هو الانتقال إلى الزراعة، والذي بقي جوهر الثقافة والاقتصاد. بين القرنين الخامس والأول بعد الميلاد، الزراعة المنزلية أنشئت بشكل واسع، كثر عدد السكان وتوسع الاستعمار. وقد كانت هناك تأثيرات ثقافية لإستونيا قادمة من الإمبراطورية الرومانية.
وكانت استونيا مركز عبور هام منذ فترة العصور الوسطى. موقع البلاد الجغرافي مواتية، إلى جانب بنيتها التحتية النامية، يتيح فرصا جيدة لجميع وسائل النقل والأنشطة ذات الصلة اللوجستية. النقل بالسكك الحديدية تسيطر على قطاع الشحن وعلى متنها 70٪ من جميع السلع، على المستويين المحلي والدولي.
قطاع النقل البري تهيمن على نقل الركاب، ما يقرب من 90٪ من جميع المسافرين السفر برا. وقد اكتسبت إعادة بناء الطريق السريع تالين، تارتو اهتمام وطني لأنه يربط بين اثنين من أكبر المدن في البلاد. إعادة إعمار الطرق السريعة (2 +2 الطريق) هو جزء من برنامج الحكومة الائتلافية الحالية. أيضا الاتصال الدائم المقترح لجزيرة ساريما هو في برنامج بناء البنى التحتية الوطنية. وقد قدرت تكاليف هذه المشاريع في المليارات من اليورو، التي اكتسبت أيضا الكثير من اهتمام وسائل الاعلام وتسببت في المناقشات العامة حول جدوى.
المناطق السياحية في إستونيا
تالين العاصمة
تقع مدينة تالين عاصمة استونيا على الشاطئ الجنوبي لخليج فنلندا، وتشكل مركزاً صناعياً وثقافياً لإستونيا وميناء بحرياً رئيسياً، بالإضافة إلى غناها كمدينة تاريخية، وخضع سكانها للعديد من الحكام، كان آخرهم الروس.
وفي العام 1991 أعلنت استونيا استقلالها وتبدو الآن أكثر دول البلطيق التقاء وقرباً من الحضارة الغربية، واعتنقت هذه المدينة، التي حافظت على هوية العصور الوسطى، الرأسمالية، وأخذت المطاعم والفنادق والمتاجر تفتتح كل يوم، ويكمن قلب تالين في المدينة الموجودة داخل الأسوار، ومن الممتع مشاهدة أبراج المراقبة والتحصينات والمتاجر الباقية من العصور الوسطى والكنائس وراء الأسوار التي تحيط بها.
وتتمتع تالين بمناخ بحري تتراوح درجات حرارته ابتداء من مايو وحتى سبتمبر بين 50 و80 درجة على مقياس فهرنهايت، وفي الصيف تبقى درجات الحرارة حول 65 درجة على المقياس نفسه، ويستمر فصل الصيف في يونيو وحتى أغسطس.
من أفضل الطرق لقضاء الوقت في تالين استكشاف المدينة القديمة التي كانت ذات مرة مدينتين منفصلتين تنتميان للعصور الوسطى، ويفصلهما عن بعضهما سور، وتسمى الأولى دوم هيل وهي المدينة العليا، وفيها مقر السلطة الحاكمة، أما المدينة السفلى فتقع في ساحة المدينة القديمة، وكانت مسكناً للتجار ومركزاً للتجارة، وترتبط المدينتان بشارعين ضيقين منحدرين.
وتمتاز استونيا بأنها بلاد البحيرات والجزر كسائر بلاد البلطيق، بالإضافة الى الغابات، مما يؤهلها لتكون مقصدا سياحيا واعدا رغد حداثة عهدها، حيث استقلت عن الاتحاد السوفييتي في العام 1991، وهي تحتاج الى المزيد من تطوير البنية التحتية وخدمات الضيافة لجذب السياح.
اما تالين العاصمة فهي محافظة نوعا ما مقارنة بسائر مدن اوروبا، وتعد السياحة قطاعا مهما في هذه البلاد، حيث تسهم بنحو 15% من الدخل القومي للبلاد، اضافة الى المنتجات الغذائية والكيماويات ومنتجات الأخشاب، حيث كثرة الغابات.
قلاع وتاريخ
تشتهر استونيا، وخاصة تالين، بالعديد من مناطق الجذب السياحي، ابرزها القلاع التاريخية والكنائس القديمة، كما ان المنطقة القديمة من تالين تعد اليوم احدى مناطق التراث الإنساني التي تتمتع بحماية من اليونسكو، وهي بعيدة تماما عن أي تغيير في مبانيها القديمة التقليدية المكونة من احجار الكوبالت والأدراج الضيقة السرية، والكثير من الطرق والممرات التي تبهر الزوار في كل زاوية منها.
كما تجد بعض العمال يمارسون الكثير من الأعمال التقليدية القديمة، والتي لا تتوقف المتعة عندها، بل تأخذك الى الساحات والشوارع الأخرى والحدائق وكثير من المعالم التي خلفها النظام السوفييتي، خصوصا في شمال البلاد.
فاينمري
تقع منطقة فاينمري في الجزء الشرقي من بحر البلطيق في استونيا، بين الجزر الأساسية والبر الرئيسي، وهي منطقة ساحلية ريفية ذات قيمة طبيعية عالية، باعتبارها وجهة لعشاق السياحة البيئية.
تمثل الشواطئ الشاسعة التي تنتشر هناك، إضافة إلى المروج الساحلية وسهول الحجر الجيري، موائل لآلاف الطيور وأنواع من الثدييات والنباتات النادرة. كما يشهد البحر النظيف الضحل الذي يصل الضوء فيه إلى العمق بمحاذاة آلاف الكيلومترات المربعة ثراءً كبيراً في العالم الحيوي. إلا أن المنظر الطبيعي للساحل في إستونيا لم يكن قط طبيعياً كله، حيث سكنه البشر على مدار القرون القليلة الماضية وطوروا أنشطتهم الزراعية. كما جرت أيضا أنشطة رعي الماشية واسطبلات الخيل بمحاذاة الشريط الساحلي.
وخلال النصف الثاني من القرن العشرين أدى تدهور الاقتصادات الساحلية المحلية إلى تدهور العديد من الموائل القيمة. وتكاثف نمو الأشجار في المناطق الساحلية المفتوحة مثل المراعي في الغابات ومراعي الحجر الجيري والمروج الساحلية الشاسعة التي تزخر جميعها بالأنواع البيئية الكثيرة، ولإعادة إحياء هذه الأنواع من النظم البيئية، يلزم في المقام الأول وجود إدارة حساسة للنظم البيئية.
ولقد بدأت العديد من المنظمات غير الحكومية الإستونية مشروع فاينمري لاستعادة النظم البيئية الساحلية شبه الطبيعية والمحافظة عليها، عن طريق مساعدة السكان المحليين على عمل مشروعات اقتصادية صغيرة. وتتمثل المجالات الأساسية لتطبيقات المشروع في الزراعة، والحرف اليدوية، والسياحة البيئية. كما يعتبر رفع الوعي والتثقيف البيئي من الأولويات الكبرى في هذا المشروع.
يشكل مكون السياحة البيئية جزءًا من منهج شامل يهدف إلى استخدام الطبيعة على نحو مستدام في هذه المنطقة. كما تماثل فكرة المشروع إلى حد ما مفهوم السلسلة الغذائية في الإيكولوجيا. والسكان المحليون يستخدمون في أنشطتهم الاقتصادية العديد من موارد المنطقة الساحلية؛ ومن ثم يحيلون المنظر الطبيعي إلى وضع أكثر تنوعاً.
وسوف تحافظ الصفة المستدامة للأنشطة البشرية على النظام البيئي الزراعي في حالة توازن. وسوف يدعم مشروع فاينمري استعادة المناطق القيمة عن طريق المساعدة في تطبيق ممارسات جديدة في المنطقة الساحلية، كما سيؤدي ذلك أيضاً إلى تحسين الجوانب الاجتماعية.
جزيرة ساريما
وهي تبعد مسافة ساعتين بالسيارة عن العاصمة تالين ويمكن الوصول اليها بعد ذلك عبر عبارة مائية، حيث يمكن للسائح القيام بجولة في منطقة موهو التي تأخذك في رحلة عبر التاريخ، حيث الأكواخ الخشبية المسقوفة بالقش، والتي تعطيك فكرة حالمة عن تاريخ هذا الشعب وبداياته. وتعد هذه الجزيرة مثار اهتمام السياح من مختلف انحاء العالم، خصوصا خلال فصل الصيف، حيث يعتدل المناخ وتصبح الزيارة ممتعة.
ويتدفق على هذه المدينة الواقعة على الساحل الشمالي من إستونيا كل عام مئات الآلاف من السياح، غير ان إستونيا لديها المزيد مما تقدمه للزوار، خاصة ما تتمتع به من جزر ساحرة تقع في بحر البلطيق.
وتعد جزيرة ساريما أكبر جزر استونيا، وتبعد عن العاصمة تالين مسافة ساعتين بالسيارة، ويتم بعد ذلك استئناف الرحلة بطريق العبارة إلى موهو، ثم القيام برحلة على طول أحد السدود، ويعيش نحو ألفي نسمة على هذه الجزيرة الساحرة التي تحتاج إلى يومين على الأقل لاستكشافها.
ومعظم سكان موهو من المزارعين، حيث يتم استقبال الضيوف في أكواخ خشبية مسقوفة بالقش، ويمكن ان يتسع البيت الواحد لنحو 20 أو 25 شخصا. وهذه الجزر ايضا تستقطب السياح من داخل الدولة نفسها حيث يأتي سكان المدن لزيارة المجتمعات المحلية فيها.
كما يمكن للسائح زيارة عدة قلاع تاريخية يعود تاريخها الى القرن الرابع عشر، ومنها قلعة ارنسبيرغ التي تضم متحفا يعرض تاريخ الجزر الذي يموج بالتنوع، ويشتهر سكان الجزر بتربية الأغنام وانتاج الصوف.
وتعد الجزيرة مكانا مثاليا لممارسة العديد من الرياضات، اشهرها ركوب الخيل والغوص والسباحة وركوب الدراجات، بفضل طرقها شبه المستوية. كما أن عشاق الرياضات المائية يشعرون في هذه الجزر بالراحة التامة من خلال رحلات بالقوارب الخفيفة التي تنظم هناك.
السياحة الطبيعية في إستونيا
تزدهر السياحة الطبيعية بشدة في إستونيا، حيث الغابات الخضراء والمنتجعات السياحية على ضفاف البحيرات، كما ان تالين اختيرت ضمن العواصم الثقافية لإوروبا، بما تحتويه من مزارات سياحية وثقافية عديدة.
وفضلاً عن السياحة الطبيعية و السياحة الثقافية، فالسياحة التاريخية في إستونيا تحظى بالاهتمام أيضاً، حيث تنتشر في القلاع التاريخية القديمة والكنائس والمتاحف في الريف الإستوني وفي العاصمة تالين.
زيارة المتاحف
تعتبر زيارة المتاحف من النشاطات المهمة في تالين، ومن أبرز المتاحف متحف التاريخ الإستوني الذي يرسم تاريخ البلاد على مدى قرون طويلة، والمتحف البحري، الذي يقدّم أشياءً وصوراً ووثائق تعيد رسم تاريخ البحرية الإستونية و«متحف الفن» الواقع ضمن أراضي «قصر كادريورغ» الذي يجمع بين متاحف خمسة افتتحت منذ قرن تقريباً.
اما متنزه كادريورغ فهو أكبر متنزّه في تالين، ويحتضن قصراً يحمل اسمه وحدائق منسّقة وفق الطريقة الفرنسية الأنيقة، وعدداً من المنازل القديمة.
غابة سترومي
تقع هذه الغابة الصغيرة على بعد ثلاثة كيلومترات غرب تالين، وهي مثالية في الصيف للباحثين عن الراحة والهدوء، وفي الشتاء لعشاق الرياضات الشتوية كالتزلج.
شاطئ بيرتا
يعتبر هذا الشاطئ الواقع على الحدود الشرقية للمدينة واحة سلام حقيقية لسكّان المدينة، ويمكن الاستفادة من المناظر الرائعة لأجراس المدينة، ومن العوم والسباحة طبعاً أثناء الصيف، وهناك اودية ساحرة ومحمية طبيعية، علماً أن البحيرات والجزر الموجودة في هذه المنطقة تمتاز بجمال فائق.