TODAY - October 06, 2010
انباء متضاربة حول خارطة تحالفات «الكتل الصغيرة» ولقاءات الكبار تتعرض للتأجيل
المالكي يدعو العراقية للتفاوض.. ومصدر يؤكد انه يواجه صعوبة في اطلاق الحوار
القياديان في القائمة العراقية عدنان الدنبوس وحسين الشعلان خلال حديث على هامش مؤتمر عشائري عقد في بغداد امس (ا ف ب)
بغداد – العالم
بينما دعا رئيس الوزراء نوري المالكي امس الثلاثاء، القائمة العراقية الى الجلوس على طاولة المفاوضات ثانية والاعتراف بأنه نجح في تشكيل الكتلة الاكبر، قال مصدر مطلع في الائتلاف الوطني ان زعيم ائتلاف دولة القانون يواجه "صعوبات" في اطلاق محادثاته مع الاطراف الاخرى، وأن هناك محادثات مع رئيس اقليم كردستان جرى تأجيلها في هذا الاطار.
ومنذ ان رشح المالكي لترؤس الحكومة المقبلة الجمعة الماضية، من قبل التحالف الوطني، والجمود يخيم على هذا الملف المتلكئ، وسط انباء عن محاولات تأسيس كتلة مضادة تتكون من القائمة العراقية بزعامة علاوي والمجلس الاعلى وحزب الفضيلة وآخرين.
ودعا رئيس الوزراء المنتهية ولايته، القائمة العراقية إلى الجلوس على طاولة المفاوضات وتقديم ملاحظاتها عن المرحلة السابقة، لافتا إلى أن دولة القانون والائتلاف الوطني تمكنا من تشكيل التحالف الوطني وعلى العراقية التفاوض على هذا الأساس.
وقال المالكي في مؤتمر صحافي عقد على هامش زيارته إلى مقر حزب الفضيلة بمنطقة الجادرية وسط بغداد، حسب وكالة "السومرية نيوز"، إن "القائمة العراقية لو تمكنت من تشكيل الكتلة الأكبر لانضممنا إليها"، لافتاً إلى أن "دولة القانون والائتلاف الوطني تمكنا من تشكيل التحالف الوطني وهو الكتلة الأكبر دستورياً وعلى العراقية الاعتراف به ككتلة اكبر والتفاوض معه على هذا الأساس". وأضاف مرشح التحالف الوطني لرئاسة الوزراء "نبحث عن نقاط مشتركة مع كافة الكتل السياسية لتشكيل حكومة مشتركة تمثل المجموع الوطني"، داعياً "القائمة العراقية إلى عدم الاستمرار في كلام يتعارض مع الدستور والمحكمة الاتحادية وتقديم ملاحظاتها عن المرحلة السابقة خلال المفاوضات" في اشارة الى استعداده الى القيام بمراجعة المرحلة السابقة، وسط اتهامات يوجهها خصومه بالانفراد بالسلطة طيلة الاعوام الاربعة الماضية.
من جهته قال مصدر في الائتلاف الوطني ان المالكي لم يطلق بعد حواراته مع الكتل السياسية التي يمكن على أساسها ان يتم تحرك نحو باقي الأطراف، خاصة التحالف الكردستاني والعراقية. وكشف المصدر في تصريح لـ"العالم" طالبا عدم كشف هويته، انه "كان من المفترض أن يلتقي المالكي برئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني خلال الايام الماضية، ولاسباب غير معروفة تأجل هذا اللقاء".
ولا يزال البارزاني في جولة اوروبية تبدو مفتوحة، حتى انه ترك لابن اخيه نيجرفان البارزاني، مهمة اصدار بيان امس الاول رحب بترشيح المالكي لولاية ثانية.
ويرجح المصدر ان التحالف الكردستاني وكتلا اخرى "لا تزال تراقب ما يمكن ان تشهده الساحة من مفاجآت، فإلى جانب التحالف المدعوم من إيران والذي يرشح المالكي، هناك تحالف في طور التشكيل تتحدث عنه القائمة العراقية والمجلس الأعلى والفضيلة، الأمر الذي يجعل من الأكراد يتريثون حيال حسم تحالفهماتهم، وينتظرون ظهور الكتلة صاحبة الثقل الأكبر".
لكن القائمة العراقية والشيعة المعارضين لعودة المالكي لم ينجحوا حتى الان في بلورة مشروع مشترك بمستوى اطلاق كتلة جديدة. ويقول المصدر ان هناك مباحثات تدرس مجموعة نقاط "منها أن التحالف المزمع سيرشح كلا من أياد علاوي وعادل عبد المهدي، ويعرضهما على الآخرين، الا ان كفة الاخير لنيل هذا الترشيح أكبر بسبب قضية المكونات التي ستتولى المناصب الرئاسية والتي ستحسم هي الأمر".
في غضون ذلك انهى زعيم المجلس الاعلى عمار الحكيم امس، زيارة قصيرة إلى سوريا التقى خلالها الرئيس بشار الأسد لبحث ملف تشكيل الحكومة. ولم يترشح عن الزيارة معلومات جديدة، سوى ان دمشق تصر على اشراك جميع الاطراف الرئيسة في الحكومة المقبلة.
وترددت انباء امس، عن نية جبهة التوافق (7 مقاعد) الالتحاق بالقائمة العراقية ورفض الحوار مع المالكي. الا ان محمد اقبال، العضو في الجبهة ذاتها، قال لـ"العالم" ان موقف كتلته قائم على اساس ان "ان العراقية والتحالف الوطني، امامهم فرص تكاد تكون متكافئة". وبشأن تصريحات احد اعضاء التوافق الذي اكد ان العراقية هي "صاحبة الحق في تشكيل الحكومة المقبلة" قال اقبال، ان زعيم ائتلاف دولة القانون "لا يعتبر حتى الان المرشح الرسمي للتحالف الوطني الا بعد ان يكلف رسمياً من قبل رئيس الجمهورية الذي لم ينتخب حتى الان، ووفقاً لهذه الحقيقة فان كلا الطرفين يسعيان للتوافق من خلال اتجاههما الى الاطراف السياسية للحصول على القبول والتاييد المطلوبين".
وتابع ان المالكي "لايزال يعتبر خياراً من مجموعة خيارات مطروحة على الساحة وبالتالي فان جبهة التوافق تقف على مسافة واحدة من جميع الكتل سواءً العراقية او التحالف الوطني".
الى ذلك، كشف عمر المشهداني، المستشار في جبهة التوافق، ان هناك من يؤيد الذهاب الى المالكي داخل الجبهة فيما يرى التيار الاخر بانه من السابق لاوانه ان نرجح كفة دون اخرى، مؤكداً لـ "العالم" ان الجبهة "سبق وان قالت انها لن تشارك الا بحكومة شراكة وطنية ولن تكون طرفا فيها بالضد من الاخر". وفيما اذا هناك محور اقرب اليهم حاليا، قال "ان من يلبي مصالحنا من المحاور الموجودة على الساحة (محور العراقية والمجلس الاعلى والفضيلة – ومحور التحالف الوطني) سوف نتجه اليه ونتحالف معه".
وبشان تحالفهم مع كتلة وحدة العراق بزعامة وزير الداخلية جواد البولاني والذي يقال انه "يتأرجح" بين الذهاب الى المالكي او علاوي، قال "ان وحدة العراق حسم امره باتجاه المالكي"، مشيراً الى ان "موقفنا اقرب الى موقف الاكراد الذي يبحث عن ما يلبي طموحات الشارع" مؤكداَ في الوقت ذاته عدم وجود خط احمر تجاه المالكي خاصة واننا لا نبني مواقفنا وفقاً لمقاطعة العراقية لحكومة قد يرأسها الاخير" بحسب قوله.
لكن مصدرا مطلعا داخل كتلة وحدة العراق قال ان المواقف داخل الكتل الصغيرة "متذبذة"، فهناك اطراف ترغب بالذهاب مع المالكي واخرى تريد الذهاب مع العراقية. ويوضح لـ "العالم"، انه و"بالرغم من العدد القليل لكتلة وحدة العراق الا ان الاراء لازالت غير موحدة، فعلي الصجري، يفضل الذهاب الى المالكي نكاية بصالح المطلك زعيم جبهة الحوار الوطني الذي يختلف معه، فيما يفضل سعدون الدليمي (وزير الدفاع السابق) الذهاب مع المجلس الاعلى وآخرون يريدون الذهاب مع العراقية خاصة الامين العام للكتلة (في اشارة الى البولاني)".