يومُ التقينا غَادَرَتْنِي أحْرُفي
حجَّت إليك الروحُ والقلبُ سَجَدْ.
وَأَخَذْت من دمِّى ولحمى موطناً،
لمَّا بدا انسانُ روحى فى كَبَدْ.
كسَّرتُ قَيْدِى فى هواك بِرَغْبَتِى،
وَلَكَمْ تَنَامى الشوقُ فيك وكَمْ صَعَدْ.
حلَّقتُ فى الأُفْقِ البعيدِ كطائرٍ،
قد ضاق ذَرْعَاً بالحصارِ وبالنَكَدْ.
ولقد أقول لمن رمانى بالهوى:
"مَلَكَ الفؤادَ فصار لى راحاً وَيَدْ.
ما لى حبيبٌ أو أنيسٌ غيره،
فى ظلمةِ الأشواقِ فى بَوْحِ المَدَدْ.
وَلَقَدْ تملَّك خافقىَّ بنظرةٍ،
أزليَّةٍ؛ لما تسلَّل وانْفَرَدْ.
وَلَكَمْ يُوآنِسُ فى هدوءٍ لَهْفَتِى،
وَلَكَمْ يُداوى بالحنينِ لَظَى الجَسَدْ.
ولَكَمْ يؤجِّجُ لوعتي وصبابتي؛
مثلُ الغلامِ يصيحُ ليلاً ما رَقَدْ.
وَلَقَدْ رَجَوْتُ الله يجمعُ شملنا،
يحمى صغارَ العشقِ من شرِّ الحَسَدْ.
بجميعِ أذكارِ الكتابِ، بِسُنَّتِى،
وبِدَعْوتى، وبإسمه الفرد الصَمَدْ.
إن كان حُبُّك قاتلي، أهلاً بِهِ،
ما لى شفيعٌ دونه أو مُلْتَحَدْ.
أو كان سِحراً يستبيحُ خواطري،
كالنفثِ بالأشعارِ فى كفِّ العُقَدْ.
فالله يحكم بيننا، وبما رضى
يرضى الفؤاد، وليس لى من ذاك بُد.
أو أن يَحُولَ اللهُ فيما قد قَضَى،
فتغيبُ روحى فى هواهُ إلى الأَبَدْ.
م