محافظة واسط العراقية
موقع وتاريخ مدينة واسط العراقية
تقع مدينة واسط العراقية بمنتصف العراق، على بعد 172كم جنوب العاصمة بغداد، ويجاورها من الشمال الشرقي محافظة ديالي، ومن الجنوب الشرقي محافظة ميسان، ومن الجنوب الغربي محافظة ذي قار، وتبلغ مساحتها 17.153كم² أي تمثل 4% من مساحة العراق.
يعود تاريخ مدينة واسط العراقية إلى عام 78 هـ، عندما بناها الحجاج بن يوسف الثقفي لتكون مقرًا جديدًا لجنوده، وسميت بهذا الاسم لتوسّطها مدينتي الكوفة والبصرة، وعاصمتها حاليًا مدينة “الكوت”، التي بناها أبناء محافظة واسط تحت إشراف الإنجليز عام 1938، ويخترق مدينة الكوت نهر دجلة الذي يقسمها إلى قسمين متساويين هما الكوت والعزة، وتتميز مدينة الواسط بالموقع الاستراتيجي الذي يحقق لها عدة أغراض سياسية وعسكرية واقتصادية هامة، مما أعطاها أهمية تاريخية على مر العصور.
كنوز واسط الأثرية
باعتبارها مربط خيل الفتوحات الإسلامية بحكم موقعها الجغرافي بين مدن عصرها البصرة والكوفة، تحفل مدينة واسط العراقية بالعديد من الأماكن الأثرية التي تشهد تاريخ حافل من حضارة بلاد الرافدين، ويصل عدد مواقعها الأثرية إلى 420 موقعًا أثريًا، يرجع تاريخها إلى عهود حضارية وحقب زمنية متباينة تعود لأكثر من 7500 سنة قبل الميلاد، مرورًا بالحقبة السومرية والأكدية والبابلية والآشورية والبابلية الحديثة والأخمينية والسلوقية والفرثية والساسانية وأخيرًا الحقبة العربية الإسلامية في القرن السابع الميلادي، ومن أهم المواقع الأثرية في محافظة واسط هو تل مريس، الذي يعود تاريخه إلى العصر الحجري الحديث، وتل الولاية الأثري الذي يضم بقايا مدينة “لارك” السومرية، وتل العقر الذي كان يمسى “دور ايلو”، ويضم بقايا مدينة الدير السومرية، وتل البقرات الذي يعود تاريخه إلى العصر البابلي الحديث، وتلول أبو غريب وسابس وغيرها.
من أهم المناطق الأثرية بالمدينة أيضًا “بناية النجمي”، والتي تقع على مسافة 20كم من منطقة الجزيرة، وهي عبارة عن شكل هندسي جميل، وتتكون من قاعة مربعة الشكل بطول يصل إلى 12م وارتفاع 15م، ويقام في الجهة الشرقية من البناية مسجد، هذا بالإضافة إلى مسجد الجامع وقصر القبة الخضراء، والمنارة التي يبلغ طولها 11م وتعد من أبرز المعالم الأثرية المميزة لمدينة واسط.
النشاط الزراعي بمحافظة واسط
تعتبر محافظة واسط من أهم المحافظات الزراعية بالعراق، حيث تبلغ مساحة أراضيها الصالحة للزراعة حوالي 2 مليون و 600 ألف كيلومتر مربع، ولذلك تعتمد عليها العراق بشكل كبير في إنتاج المحاصيل الزراعية خاصة الحنظة والشعير والسمسم والتمور، وقد تم بناء سد الكوت لتوفير مياه الري للمنطقة المحيطة به، والحفاظ على مستوى المياه مرتفع بما يكفي لتوفير المياه لقناة الري، ويتم إقفال السد للسماح بمرور القوارب أعلى وأسفل نهر دجلة، كما يتم تنفيذ أعمال الصيانة في السد من وقت لآخر للحفاظ على كفاءة عمله، وتمت أعمال الصيانة آخر مرة عام 2005.
الثروة السمكية بمحافظة واسط
تعتمد العراق على مدينة واسط في إنتاج الأسماك، نظرًا لأنها تحقق إنتاج يجعلها تكتفي ذاتيًا وتسوق لباقي محافظات العراق، ويصل إنتاج واسط من الثروة السمكية إلى أكثر من 7000 طن، وتحرص واسط على التوسع في مشاريع الثروة السمكية لزيادة الإنتاج مثل مشروع الأحواض العائمة، والاستزراع السمكي، ومنح تجار الأسماك القروض، وهو ما أدى لزيادة الإنتاج السمكي للمحافظة إلى 7000 طن فضلًا عن 5000 طن العام الماضي، وأدى أيضًا إلى انخفاض أسعار الأسماك بما يزيد عن 40% عن سعره القديم.