أسماء قديمة للعراق
أطلقت على بلاد وادي النهرين بعد ذلك تسميات (كي ـ اين ـ جي) والتي تعني بلاد سومر (حالياً محافظات القادسية وذي قار والمثنى والبصرة)، و(كي ـ اوري) لتعني بلاد أكد (حاليا يرجح أن تبدأ من حول تكريت إلى جنوب الحلة)، مع ضرورة الإشارة إلى عدم وجود حدود طبيعية تفصل بين سومر وأكد، وتمكن الملك السومري (اوتو حيكال) (سلالة أور الثالثة) من طرد (الكوتيين) وتحرير وتوحيد البلاد وليطلق على نفسه اسم (ملك سومر وأكد) وظل هذا الاسم شائعاً إلى آخر عهود العراق التاريخية تقريباً، أما القسم الشمالي من العراق فقد عرف باسم (سوبارو) أو (سوبارتو) المشتق من اسم (السوباريين) (الفراتيون الأوائل) الذين سبقوا السومريين في سكنى جنوب العراق، ثم أطلق البابليين اسم (سوبارو) لتعني الشمال، وأطلق اليونان والرومان والمؤرخون الأوربيون من بعدهم اسم (بلاد آشور (آسريا)) على شمال غرب العراق، وأسم (بلاد بابل (بابلونيا)) على وسط وجنوب العراق، وأحيانا يستخدمون أحد المصطلحين ليعنوا به البلاد كلها، وهذا الخطأ وقع فيه أيضا المؤرخ (هيرودوت) عندما أطلق اسم (اسريا) أي بلاد آشور على جميع بلاد بابل، واستخدموا أيضاً مصطلح (كلديه) أي بلاد الكلدانيين (وهم الآراميون الذين ينتمي إليهم الملك نبوخذنصر الثاني باني الجنائن المعلقة)، وفضل الكتاب الكلاسيكيين تسمية (ميسو بوتاميا) (بلاد النهرين) أو (بلاد ما بين النهرين)، المشتقة من كلمة (ميسو) تعني (وسط) و(بوتاميا) تعني (الأنهار)، ولا يعرف بالتحديد الفترة التي بدا فيها استخدام هذا المصطلح، وجاء في العهد القديم (التوراة) اسم (سهل شنعار) ليعني منطقة السهل الرسوبي الجنوبي، هو مشتق من الكلمتين الأكديتين (شينا) ومعناها (اثنان) وكلمة (نار) أي (نهر) ليكون معناها (ارض النهرين)، كم ورد في (سفر التكوين 24:10) اسم (أرام نهرايم) وهي تعني أيضا بلاد ما بين النهرين، ولما ترجمت التوراة إلى اليونانية واللغات الأوربية فيما بعد شاع استخدام مصطلح (ميسو بوتاميا) ليعنى به العراق.