تُنفق شركات الطيران ملايين الدولارات للحصول على أحدث موديلات الطائرات، وملايين أخرى لتشغيلها. لكن ماذا يحدث عندما تُصبح الطائرات قديمة للغاية بحيث لا يُمكن أن تعمل أو تتمكّن من التحليق بنفس الكفاءة؟ في هذا التقرير، تعرّف على المصير الذي ينتظر الطائرات القديمة بعد خروجها من الخدمة.
ما هو مصير الطائرات القديمة بعد أن تتوقف عن الطيران؟
يبلغ متوسط العمر الافتراضي للطائرات حوالي 25 عامًا تقريبًا، ويُمكن للبعض أن يُحلّق في الهواء حتى 30 عامًا، لكن ليس أكثر من ذلك. ويُقاس عمر الطائرة عادةً بدورات الضغط، بحيث يتم الضغط على الطائرة في كل مرة تُحلّق فيها، مما يُسبب الضغط على جسم الطائرة وأجنحتها ويقلل من كفاءتها.
لهذا السبب، وخلافًا للاعتقاد الشائع، تشيخ الطائرات التي تُستخدم في الرحلات قصيرة المدى بشكل أسرع من الطائرات التي تُستعمل في الرحلات الطويلة.
عادةً ما تقوم فِرق الصيانة في شركات الطيران بوضع برامج صيانة واستبدال لقطع الطائرات التي تعرّضت لضغط كبير وأصبحت متعبة وأقل كفاءة بفعل ذلك. لكن إن كانت الطائرة كلها بشكلٍ عام مرهقة، فذلك يعني أن وقت التقاعد قد حان.
متى تتقاعد الطائرات القديمة ؟
بالتأكيد لا تنتظر شركات الطيران أن تصل طائراتها إلى مرحلة الشيخوخة، إنما يتم استبدالها في فترة زمنية أقصر من 25 عامًا، ويتم تفكيك معظم الطائرات القديمة عندما تصل إلى عمر 18 عامًا. يعتمد قرار تفكيك أجزاء الطائرة وبيعها على ما إن كانت مكوّنات الطائرة وأجزائها أعلى قيمة من الطائرة ككل.
في منتصف عمرها المتوقّع، تقوم معظم شركات الطيران بإعادة تقييم لأداء الطائرات القديمة. يتم طرح بعض التساؤلات لفهم التقييم، مثل: كم يُكلّف تشغيل الطائرة؟ وهل هناك نماذج أحدث وأكثر كفاءة في استهلاك الوقود ويُمكن أن تُحلّق بتكلفة أرخص؟ كم تبلغ قيمة هذه الطائرة الآن؟ وهل مجموع أجزاء الطائرة أكبر من قيمتها مجمّعة؟
فإن كانت تكلفة تشغيل الطائرة مرتفعة ولكنها لا تزال ذات قيمة كطائرة ككل، يتم بيعها في الغالب لشركات طيران أخرى أصغر. لكن إن كانت قيمة الأجزاء والمكوّنات أعلى من قيمة الطائرة ككل، يتم استبدال الطائرة بأخرى حديثة، وتخرج الطائرة القديمة من الخدمة ويتم تفكيكها.
ماذا يحدث عندما تخرج الطائرة عن الخدمة؟
عندما لا تعمل طائرة ما، غالبًا ما تشق رحلتها الأخيرة إلى مطار التخزين. هذه المرافق عبارة عن مواقف ضخمة في الهواء الطلق متوافرة في أماكن عديدة حول العالم.
لكن معظم مطارات التخزين تقع في جنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب وفرة الأراضي الواسعة، والمناخ الجاف الذي يُبطئ من تآكل معادن الطائرات وتكوّن الصدأ.
بمجرد وصول الطائرة إلى مطار التخزين، يتم غسلها بعناية كبيرة لإزالة أي ملح قد يُسبب تآكلًا لهيكلها الخارجي. بعد ذلك، يتم تفريغ خزانات الوقود وغسلها جيدًا بمواد التشحيم.
ثم يتم تغطية الإطارات بمادة مانعة لأشعة الشمس لحماية المطاط من التآكل بفعل الحرارة، وطلاء الجزء العلوي باللون الأبيض ليعكس أشعة الشمس الحارقة. بعد ذلك، تُصبح الطائرة جاهزة للتخزين.
لماذا تُخزّن الطائرات؟
في المتوسط، تتألّف كل طائرة من أكثر من 350 ألف مكوّن فردي، تشمل المحركات وأجزاء الجسم والهيكل والقطع الإلكترونية وغير ذلك الكثير. وعلى الرغم من أن الطائرة نفسها خارج الخدمة، لكن يُمكن أن تُستخدَم هذه الأجزاء كقطع غيار للطائرات الأخرى، كاستبدال الأجزاء المعطّلة في طائرات أفضل حالًا.
تستغرق هذه العملية بعض الوقت، وعندما لا يتبقّى شيء ذي قيمة، يتم إذابة بقايا الطائرة لتتحوّل إلى خردة معدنية.