الزعيم الكوردي إبراهيم هنانو
الزعيم الكوردي إبراهيم هنانو
المجاهد البطل إبراهيم بن سليمان آغا بن محمد هنانو ،قائد الثورة في شمالي سوريا ضد الانتداب الفرنسي ،ولد في بلدة كفر تخاريم غربي حلب سنة 1869 م.
أنهى دراسة الحقوق في الجامعة السلطانية بالأستانة ،ثم عين مدير ناحية لإحدى ضواحي إسطنبول لثلاث سنوات ،ثم عين قائمقاماً في أرضروم لمدة أربع سنوات ،وكان رئيساً لديوان ولاية حلب عندما دخل الفرنسيون إلى سوريا.
أنتخب ممثلاً لمدينة حلب في المؤتمر السوري الذي أنعقد لأول مرة سنة 1919 م ،ومع دخول الفرنسيين إلى سوريا عام 1920 قام هنانو بحشد مجموعات من شباب العشائر الكوردية وأتخذ من جبل الزاوية مركزاً لأنطلاق هجماتهم على القوات الفرنسية ،فخاض معهم 27 معركة انتصر فيها جميعاَ.
عرض عليه الفرنسيون رئاسة دولة تضم كل المناطق التي شملتها ثورته (أدلب وحارم وجسر الشغور وإنطاكية) ،ولكنه رفض العرض وأصر على وحدة الأراضي السورية التي فصلت عن الدولة العثمانية.
دعمته السلطات التركية بالسلاح والعتاد ،كما تواصل معه الزعيم السوفييتي لينين لتوحيد الجهود في مواجهة الأمبريالية في الشرق الأوسط ،وقد وصلت إلى هنانو أربعة رسائل من لينين.
توجه إلى الأردن للقاء الشريف عبد الله بن الحسين ،ولكنهما لم يتفقا على توحيد جهودهما بسبب تبعية الشريف لبريطانيا ،فتوجه هنانو إلى فلسطين ولكن الشرطة البريطانية إعتقلته في القدس وقامت بتسليمه للفرنسيين في سوريا فنقل إلى حلب وتم تقديمه إلى المحكمة بتهمة الإخلال بالأمن ،ولكن القاضي الفرنسي أفرج عنه وأعتبر تمرده ثورة سياسية مشروعة ضد المحتل.
تزعم هنانو الكتلة الوطنية في شمال سوريا ،وفي عام 1928 م تم تعيينه رئساً للجنة الدستور المكلفة من قبل الجمعية التأسيسية لوضع دستور للبلاد ،فأنجزت اللجنة دستوراً مؤلفاً من 115 مادة تتفق مع معظم الدساتير الحديثة المعتمدة في الدول الأوروبية في حينها
توفي هنانو بمرض السل في 21 تشرين الثاني 1935 م.