قصة طفل صدق الله في عهده لأمه بألا يقول إلا صدقاً:
“عبد القادر الجيلاني” كان طفلا صغيرا، خرج من مكة إلى بغداد لطلب العلم والدراسة على أيدي شيوخ الإسلام، فأعطته والدته أربعين دينارا وطلبت منه معاهدتها على الصدق دوما؛ وأثناء رحلة سفره وعند وصولهم لمنطقة تُسمى “همدان” اعترض طريقهم قطاع طرق، وقاموا بنهب كل ما معهم من أموال وغنائم، وعندما سأله أحد اللصوص: “ماذا يوجد معك أيها الصبي؟”، أجابه: “معي أربعون دينارا”، فتركه الرجل وذهب ظنا منه بأنه يكذبه ويسخر منه، وجاء لص آخر وسأله نفس السؤال فأجابه الطفل نفس الإجابة التي جاوب بها على اللص الأول، وعندها قاما بأخذه إلى أميرهم الذي سأله نفس السؤال، والفتى لم يرد إلا بإجابة واحدة “معي أربعون دينارا”، وأخرج ما معه من الدنانير ليتأكدوا من صدقه، وهنا قال له أميرهم: “ما الذي حملك على قول الصدق أيها الفتى؟!”، فأجابه: “لأنني قبل سفري إلى بغداد عاهدتني أمي ألا أقول غير الصدق، وخفت أن أخون عهدها”، وهنا بكى الأمير وقال: “أنت طفل صغير ومع ذلك خفت أن تخون عهد أمك، ونحن نخون عهد الله سبحانه وتعالى”، فأمر رجاله برد القافلة المسروقة لأهلها، وقال للفتى الصادق: “أشهدك أني تبت من سرقتي على يديك وتبت إلى الله عز وجل بسبب صدقك أيها الفتى”، وفعل فعلته كل رجاله، فلقد تاب كل اللصوص وقطاعي الطرق بسبب صدق غلام صغير مع ربه.