يا بحر
أيا بحر أكتم ما تسمع منّي
فإنّي أبوح بلا وعيٍ منّي
لم أتحرّى الحذر ولا التّأنّي
لأنّي تعبْتُ من الأقدار ومنّي
وضاعت أحلامي وحتّى التّمنّي
أحدّثك يا بحر فكن لي خليلّا
أُناجيك وأُفْضي إليك بسرّي
فيا بحر إسمع...
رأيت الحياة كما السّلسبيلا
عذوبة،نعومة،حلاوة...
وتُنعشُ من كان منها يئِنُّ
مياهٌ رقيقةٌ تروي العَطَاشَى
ورقراقةٌ مثل أنغام فنّ
ولكنّها كالحلم تنساب منّي
وبين الأصابع تجري تفِرُّ
فأصْحو على حلم ورديّ كان
أو لم يكن كما هو ظنّي
هي الدّنيا وردٌ وشوكٌ
تعيس يئِنُّ سعيدٌ يغنّي....
فلا تبتئِسْ يا أنا وانس همّي
ويا بحر انصتْ...
رأيْتُ من الدنيا ما يكفي عنّي
لكي يمحو شكّي ويُبْطِلُ ظنّي
وآااااااامنْتُ أنّي
مزيجٌ مُميّزٌ من كلّ صنفٍ
ملاكٌ وشيطانٌ،إنسٌ وجنّي
وآمنتُ أنّ الإلاه يُسيّر كلّ الخلائق
بكافٍ ونونٍ
بها كلّ أمرٍ يكون
ونحن نعيشُ الصّراع المُهينَ
ما بين خيْرٍ وشرّ
نحيدُ عن الدّربِ....عمْدًا وسهوًا
بكلّ البراءة و كلّ التّجنّي...
فيا ربُّ إرحمْ عبادك وإغفرْ
وخفّف علينا ذنوبًا ثقالًا
فما نحن إلّا لك عابدون
ولا نملك إلّا بك حسنَ ضنّ
سمعْتَ الحكاية يا بحرُ منّي؟؟
فعدني إذًا أن تكون حليفي
ولا تُفشي يوْمًا أيا بَحْرُ سِرِّي
بهيجة بن موسى