بعثتُ إلى ثرى وطني سلامي
وأشواقاً ينوءُ بها كلامي
وشعراً كان مكسورَ القوافي
لكسرٍ في الفؤاد من اغتمامي
ألا يا صحبُ لطفاً واعذروني
فقد عزَّ الهوانُ على التعامي
تركتُ بلادكم لأطيرَ حرّاً
وأمنحَ شمسكم بعض اضطرامي
إلامَ يظلُّ هذا القيدُ فينا
وهذا العنقُ مربوطَ الخِطامِ
أنا حرٍّ وهل في الأرض حرٌّ
سيرضى بالدنية للطَغَامِ
وهل كالحرّ عند لقاء موتٍ
يرى في موته أقصى مرامِ
وللأهلين كان أخاً وديعاً
وللأعداءِ يعصفُ بانتقامِ
وفي الغزوات طَلّابَ المنايا
عند السلم مبعوثَ السلامِ
ولا تغويه تيجان ومالٌ
وإن سُنحتْ ترَّفعَ بالتسامي
ولو أني أنظّمُ ألفَ بيتٍ
لما فهم الأراذل ما كلامي
فما معنى الحياة لأجل مالٍ؟
وما نفعتْ إذا دفنتْ عظامي؟
غدا ربي يحاسبنا جميعاً
على فعل الحلال أو الحرام
فمن ثقلتْ له الحسنات يلقى
خلوداً في الجنان والانتعامِ
فكن حرّاً ولا تسمعْ لنفسٍ
تقودك في طريقٍ للغرامِ
عبدالله النويهي