عند متابعة الأخبار والتقارير الصحفية حول خطط شركات الإنتاج الكبرى، يبدو كل شيء مُحكماً ومُعداً بدقة للدرجة التي يُمكن معها التعرف على مستقبل الخطة الإنتاجية لشركة أو شبكة تلفزيونية معينة لعدة سنوات مُقبلة، إلا أن من عادة الأمور أن تخرج عن السيطرة وألا تمضى -لأسباب عديدة- وفق المخطط لها، ونتج عن ذلك عشرات الأفكار والسيناريوهات المكدسة بالأدراج والتي لم تخرج إلى الشاشة الكبيرة بل أن بعض المشاريع تم إيقافها بعد البدء في تصويرها فعلياً.
تستعرض أراجيك فن معكم من خلال الفقرات التالية قائمة بمجموعة من المشاريع السينمائية العالمية -لعدد من المخرجين البارزين- التي ألغيت في مرحلة ما وراحت طي النسيان بعض تلك المشاريع قد تتمنى لو كان تم تنفيذها ووجدت طريقاً إلى الشاشة الكبيرة.
1- Hellboy III
قدم المخرج جييرمو ديل تورو بصفته –كاتباً ومخرجاً- الجزئين الأول والثاني من سلسلة أفلام Hellboy وقد لاقى كلاهما مردوداً جيداً عند عرضهما في عامي 2004 و2008، ولم يكن من المفترض أن ينتهى المطاف بتلك السلسلة عند هذا الحد، إذ أعلن ديل تورو في تلك الفترة أنه سوف يعمل على جزء ثالث من السلسلة عقب الانتهاء من مشروعه التالي وهو ثلاثية The Hobbit التي شارك في كتابة السيناريو الخاص بها.
أعلن جييرمو ديل تورو في وقت لاحق تخليه عن مشروع الجزء الثالث من أفلام Hellboy وصَرّح في 2003 بأن قصة الكتب قد كُتبت بالفعل ولكنه يرى أنه من الأفضل تقديمها في صورة قصة مصورة وليس فيلم سينمائي، إلا أن كاتب القصص المصورة مايك ميجنولا رفض الاقتراح رفضاً قاطعاً، بعد خمس سنوات من إلغاء هذا المشروع أعيد شخصية هيل بوي للشاشة مرة أخرى في 2019 على يد المخرج نيل مارشال، ولكن تلك التجرية لم تحقق النجاح المتوقع منها.
2- The Mask II
تم عرض فيلم The Mask في عام 1994 وحقق نجاحاً كبيراً آنذاك حيث تجاوزت إيراداته حاجز 350 مليون دولار أمريكي مقابل ميزانية إنتاجية تقدر بنحو 25 مليون دولار أمريكي، وبفضل ذلك النجاح أعلنت الشركة المنتجة في نفس العام اعتزامها تقديم فيلم The Mask II وقد أبدى المخرج تشاك راسل حماساً كبيراً لتلك الفكرة التي لم تخرج للنور مُطلقاً.
كان السبب وراء تعثر مشروع فيلم The Mask II هو بطل الفيلم الأول جيم كاري الذي رفض تقديم الجزء الثاني رغم كافة المغريات التي قدمتها له الشركة المُنتجة، وذلك لأن البعض قد نصحوه بألا يُعيد تقديم نفس الشخصية أكثر من مرة على الشاشة وأن عليه البحث عن تحديات جديدة.
3- Superman Lives
كان لدى المخرج تيم برتون شغفاً كبيراً بأفلام الأبطال الخارقين في فترة التسعينات وبعدما خاض تجربتين ناجحتين مع البطل الخارق باتمان من خلال فيلم Batman عام 1989 ثم فيلم Batman Returns في عام 1992، قرر تقديم سوبر مان أيضاً على الشاشة من خلال فيلم Superman Lives المُستند إلى القصة المصورة الصادرة بعنوان The Death of Superman.
وقع اختيار تيم برتون على نيكولاس كيدج لتجسيد شخصية سوبرمان والذي تحمس بشدة للأمر خاصة أنه من مُحبي القصص المصورة بالأساس، لكن مَرّ هذا المشروع بالعديد من العراقيل وأُعيدت كتابة النص الخاص به أكثر من مرة قبل أن تُعلن شركة وارنر بروس. إلغائه بصورة نهائية، وفي عام 2015 تم تقديم فيلماً وثائقياً يستعرض الملابسات الغريبة والغامضة التي أحاطت بهذا الفيلم تحت عنوان The Death of “Superman Lives”: What Happened.
4- Wake
كان من المتوقع أن يكون فيلم Wake من بين الأفلام المتنافسة على لقب أفضل أفلام الحركة والإثارة في عام 2015، إلا أن ذلك لم يحدثاً نظراً لأن مشروع الفيلم الذي كتبه كريستوفر بوريلي وتولى إخراجه جون بوج لم يكتمل بسبب صعوبات التمويل، وكان من المفترض أن يؤدي دور البطولة ضمن أحداثه الممثل بروس ويلز التي تخلى عن المشروع نهائياً بعد الأزمات العديدة التي مَرّ بها منذ مرحلة الإعداد.
دخل فيلم Wake حيّز التنفيذ الفعلي وبدأ تصوير مشاهده في 16 فبراير 2015 في مدينة كليفلاند، وبعد أقل من أسبوعين وتحديداً في 26 فبراير تم إعلان توقف عملية تصوير الفيلم بصورة نهائية، وكان من المفترض أن يشارك به -إلى جانب بروس ويلز- كل من بن كينجسلي، كاميرون مونجان، إلين بورستين.
5- Tarantino’s Natural Born Killers
كان يرغب كوينتين تارانتينو في إخراج النص السينمائي Natural Born Killers وحين عجز عن ذلك قام ببيعه للمنتج جين هامشر، وقام هامشر بدوره ببيع النص إلى شركة وانر بروس التي أسندت مهمة إخراجه إلى أوليفر ستون الذي تحمس لإخراج الفيلم ولكن كانت لديه عددة مآخذ على النص، مما دفعه لإدخال عدد كبير من التعديلات على السيناريو بمشاركة الثنائي ريتشارد روتوفسكي وديفيد فيلوز.
عُرض فيلم Natural Born Killers في عام 1994 وتباينت آراء النقاد حوله، أما تارانتينو فقد أقر بأن الفيلم -في صورته النهائية- لا يمت بصلة للسيناريو الذي كتبه كما أنه يختلف كلياً عن رؤيته الخاصة التي أراد تقديمها، وبإحدى اللقاءات كان أكثر صراحة فقال “أكره ذلك الفيلم اللعين”.
6- Mouse Guard
استحوذت شركة Fox 20th Century على حقوق استغلال سلسلة القصص المصورة Mouse Guard من أجل تحويلها إلى فيلم رسوم متحركة، وقد أظهر القائمون على الشركة آنذاك حماساً كبيراً للمشروع ووصفوه بأنه ملحمة خيالية رائعة وممتعة، كما تم التعاقد مع عدد من نجوم هوليوود لتقديم الأداء الصوتي منهم إدريس إلبا، أندي سيركس، جاك وايتهول.
كانت الأمور تمضى في المسار الصحيح حتى استحوذت شركة ديزني على شركة فوكس في عام 2019، حيث رأت أصدرت قراراً بإيقاف العمل على المشروع ومن ثم تم إلغائه كلياً قبل أسبوعين فقط من التاريخ المحدد للبدء في تنفيذ مشاهده.
7- Last Train to Hiroshima
كشف المخرج جيمس كاميرون في مطلع عام 2010 عن بدء الاستعدادات لتقديم فيلم Train to Hiroshima المُنتمي لتنصيف أفلام السيرة الذاتية التاريخية، والذي تستعرض أحداثه قصة المواطن الياباني تسوتومو ياماغوتشي أحد الناجين من القصف الذري لمدينة هيروشيما عام 1945، وكان كاميرون مُتحمساً بشدة للمشروع حتى أنه سافر إلى اليابان والتقى البطل الحقيقي للقصة قبل فترة وجيزة من وفاته.
تراجع جيمس كاميرون عن قراراته في وقت لاحق وأعلن تأجيل العمل على فيلم Last Train to Hiroshima لحين الانتهاء من تصوير مشاهد الجزء الثاني من فيلم Avatar، وفي وقت لاحق أعلن عن العمل على 4 أجزاء دفعة واحدة من أفلام Avatar وهو ما أدى إلى إيقاف مشروع “القطار الأخير إلى هيروشيما” لأجل غير مُسمى.
8- Nolan’s The Aviator
سطع نجم المخرج كريستوفر نولان في هوليوود في عام 2002 عقب تقديمه لثاني أفلامه الطويلة Insomnia الذي تعاون به مع ثلاثة نجوم بارزين وهم آل باتشينو، روبن ويليامز، هيلاري سوانك. بتلك الفترة بدأ كريستوفر نولان التفكير في خطوته التالية وأراد تقديم فيلم سيرة ذاتية يتناول من خلاله حياة رجل الصناعة الأمريكي الشهير هوارد هيوز.
بدأ كريستوفر نولان بالفعل في كتابة سيناريو الفيلم ولكن في ذات الوقت أعلن المخرج مارتن سكورسيزي عن نيته لتقديم فيلم عن نفس الشخصية من بطولة ليوناردو دي كابريو، وهو ما تحقق بالفعل وصدر فيلم The Aviator في 2004 وحقق نجاحاً كبيراً، مما أجبر نولان على إبقاء المشروع الخاص به حبيس الأدراج حتى الآن وربما إلى الأبد.
محمود حسين - اراجيك