هو نصر الله بن محمد الشيبانى المعروف بأبن الأثير الجزرى نسبة إلى مسقط رأسه جزيرة ابن عمر، كنيته أبو الفتح ولقبه ضياء الدين. ولد عام 548 هـــ (1162م)
وحصل علومه فى الموصل، ثم أتصل بالسلطان صلاح الدين الأيوبى و بغيره من ملوك الأيوبيين. وتولى عندهم مناصب عالية كالوزارة و الكتابة. غير أنه لم يكن فى كل ذلك هانئ العيش قرير العين، و إنما كان دائماً قلق المضجع خائفاً على حياته، يكاد لا يستقر فى مكان الا فر منه إلى سواه مستخفياً. وسبب ذلك إنه كان شديد التكبر و الإعجاب بنفسه، كثير التعنت و الأستبداد " لا يرى خيراً إلا فيما يقول و يفعل، ولا يفتح الله اسرار البلاغة إلا عليه ".
فأنساق بذلك إلى أزدراء العلماء و تحقيرهم. فنقموا عليه و توعدوه بالموت، وتوفى أبن الأنثر عام 625 هـ ( 1239 م).
كان ابن الأنثر من أئمة علم الإنشاء. فقد جمع فى كتابه " المثل السائر " قواعد الأدب فى أسلوب جديد، و أوضح ما فى علم الفصاحة و البلاغة، وما فى فنون الإنشاء من غموض و ابهام، و أظهر ما فى صيغ بعض الألفاظ من جمال و موسيقى، وحاول، فى جرأة نادرة و تهكم لاذع، شيئاً حسناً من النقد الأدبى.
و لأبن الأنثر مؤلفات عدة، أشهرها " المثل السائر فى صناعة الكاتب و الشاعر " وهو كتاب يبحث فى البلاغة. جعله ابن الأنثر فى مقدمة و مقالتين، فالمقدمة تحتوى أصول علم البيان، وتحتوى المقالتان فى فروعه. ففى المقالة الأولى قسمان : يبحث الأول فى اللفظة المفردة، والثانى فى الألفاظ المركبة. وتبحث المقالة الثانية فى الصناعة المعنوية.