أودُ أن أختفي
ربّما اليوم أو غدًا
لا بأس في
ذلك
لعبة أتقنها جيدًا الاختفاء عناوين
كثيرة
مرة كنت أودُ ذلك
في حضن الموت سقط
مني أبي
فقدت إحدى كتفيّ
رجعت
ألملم ما تبقى من رماده
فوجدت
أنا ميت بجانبه ،يا للهول كيف أنا هُنا
أيضًا
هناك أحد ما طويل القامة
نحيف بعض
الشيء
مدّ يده لي أنت ضيف لدي
قلت بدهشة
من أنت
قال بصوت خشن ألمْ تعلم من أنا
ما سمعت
بإسمي
خلعت روحك منك
أجلس هنا
بعض حين لآخر تذهب ثم
يأتي ولديه ضيف
آخر
يا إلهي مَنْ هذا؟
همس بأذني أحد ما كان يجلس
قرب مني
إنه عزرائيل يأكل
الأرواح
قبل قليل رأيت بأم عيني
أكل
فتاة ما !
كيف نذهب من هنا
لا مفرّ
أنتظر دورك فقط
المقابر مخيفة جدًا ، هنا يأكلنا
ليس هو فحسب
الظلام ، الموتى القدامى
الوحوش ، الأحلام الهاربة ، الحزن ،
حين مت سابقًا
لم يكن الموت هكذا مخيفا
مت مرتين
مرة مع أبي
ومرة حين ماتت أُمي ،
تعودت كثيرًا صنعت لنفسي
عالما خاص
ما عدت أخاف شيئا
حفظت أسماء الأحياء على
صدر قلب ،
لوحت للغياب
ما عاد يعنيني البكاء والحزن
فقد
ولدت من الحزن عاد ما يكون
الموتى ينادونني
بالحزن
في الماضي رقصت
جدًا على خاصرة الحياة
سقطت منها
مرة حينها مات فيّ
الحب
كنت قد نقشت على أسفل
قلبي
اسم امراة ما طالما كانت
مصدر قوتي سابقًا
الآن أشتريت
تابوتا على مقاسها
انتظر فرصة لأسرق قائمة آخذ
الأرواح من
عزرائيل
هكذا قد يكون لنّا لقاءٌ آخر
يجمعنا
هُنا
مع الحزن ..