هدى إسماعيل
صافرة إنذار، يتوقف جميع الناس عن عملهم، ويقف المشاة في الشوارع، تقف السيارات على هوامش الطرق، والجميع يقفون بصمت احتراما لضحايا المحرقة "الهولوكوست"، ليس هذا مشهد من الفيلم المصري "ولاد العم"، بل هو الحال كل عام وفي نفس التوقيت في شوارع الأراضي المحتلة
عدد كبير من العلماء والباحثين الأوروبيين والأمريكيين يشككون في حدوث الكارثة، بينما يرى عدد آخر أن هناك مبالغة فقط في أعداد اليهود الذين أحرقوا، في حين تؤكد الوثائق أن الكارثة اليهودية إنما هي في الأصل صناعة صهيونية تعتبر أكذوبة القرن الماضي، وقد استثمرتها الحركة الصهيونية على مدى العقود الماضية كفزاعة لإرهاب يهود العالم ودفعهم للهجرة إلى فلسطين أولاً، ثم فزاعة لإرهاب وتجريم الرأي العام الأوروبي ثانياً وسيلة للابتزاز المعنوي والأخلاقي والمالي ثالثاً.
أكذوبة 6 ملايين يهودي
يقول الكاتب اليهودي "نورمان فنكلشتاين" المعروف بمناهضته للصهيونيّة في كتابه: "صناعة الهولوكست.. تأملات في استغلال المعاناة اليهوديّة": "مع نمو صناعة الهولوكوست، أخذ المنتفعون من هذه الصناعة يتلاعبون في أرقام النّاجين، بغرض المطالبة بمزيد من التعويضات، وبدأ الكثيرون يتقمصون دور الضحيّة"، وأضاف ساخرا منهم: "لا أبالغ إذا قلت إنّ واحداً من كل ثلاثة يهود ممن تراهم في شوارع نيويورك سيدّعي بأنّه من النّاجين".
وبحسب تقديرات الباحث البريطاني "ريتشارد هارد وود" والمؤرخ الفرنسي "بول راسينر" وغيرهما، لم يكن عدد اليهود في أوروبا، وخاصة في غربها أو المنطقة الواقعة تحت ألمانيا النازية 6 ملايين بل كان أقل من 3 ملايين، بالإضافة إلى أن المهاجرين من اليهود الذين نجحوا في الهرب من الأحداث إلى العالم الجديد، ومنه طبعًا الولايات المتحدة، والمهاجرين إلى جنوب بلاد الشام أو فلسطين، أيضًا اعتبروا من ضحايا "الهولوكست" عددًا.
وهناك أمر آخر يؤكد كذبهم يقول"ديفيد ايرفينج": "اليهود لديهم مشكلة كبيرة في الوصول إلى 6 ملايين اسم، فهناك نصب تذكاري في إسرائيل اسمه"ياد فاشم" لوضع قائمة بأسماء ستة ملايين، ولم ينجحوا في الحصول إلا على حوالي اثنين أو ثلاثة ملايين، وتوقفوا عند ذلك الحد، ويقول أيضا: إن "هذا هو مدى الأسطورة، أنّ ستة ملايين من اليهود ماتوا في المحرقة، وأنّ هتلر أمر بذلك، أو أنهم قتلوا في غرف الغاز، ولكنّنا لم نجد وثيقة واحدة على أنّ هتلر أصدر الأمر بذلك، ورقم ستة ملايين مثير للشك".
غرف الغاز
أذاع اليهود حول العالم أن هتلر أذاقهم العذاب، وكان يتخلص منهم عن طريق غرف الغاز وهي أكذوبة كبرى، حيث وضع بروفيسور الهندسة الأمريكي "آرثر بوتز" كتاباً أثبت فيه الاستحالة الهندسيّة لغرف الغاز.
كما أن عالم الكيمياء الألماني "غيرمار رودلف" قام بدراسة أثبت فيها أنّ الغاز الّذي يفترض أنّه استُخدِم ضدّ اليهود والّذي يُفترض أن تبقى له آثار على مدى قرون في التّربة، لم يوجد أثر له قط في معسكرات الاعتقال النازية.
وحقيقة الأمر أنّ غرف الغاز كانت تستعمل لتطهير ملابس السجناء وحراسهم من جراثيم الأوبئة التي كانت منتشرة في ذلك الوقت، وأما غرف المحرقات الصغيرة كانت تُستعمل لحرق جثث الموتى كوسيلة سريعة وفعّالة للتخلص من الجثث المريضة.
أما الباحث الفيزيائي الفرنسي "روبرت فوريسون"، الذي تعرض أربع مرات لمحاولات اغتيال، يقول: إن أسطورة غرف الغاز النازية كانت قد ماتت على صفحات جريدة اللوموند، عندما كشف 34 مؤرخا فرنسيا عجزهم عن قبول التحدي بصدد الاستحالة التقنية لهذه المسالخ الكيميائية، ونتائج هذه الدراسة السبب الذي يفسر محاولات اغتياله المتكررة.
ويقول المؤرخون: إنّ النّازييّن استعبدوا اليهود وغيرهم من الأقليّات في مخيمات عمل تجمعية للمحافظة على استمرارية عمل صناعة الحرب الألمانية مالئين الفراغ الّذي تركه العمال الألمان الذين ذهبوا للحرب، لذلك قد يكون النّازيون غلاظ وقساة القلوب، ولكنهم لم يقوموا بقتل الأيدي العاملة الّتي كانت تدير مصانعهم.
أكذوبة العداء
أشاع اليهود أن العلاقة بين الصهيونية في فلسطيين والنازية في ألمانيا كانت علاقة عدائية، فقد استغلت الصهيونية أحداث النازية أفضل استغلال لكي تجعل اليهود حول العالم يهاجرون إلى فلسطين لتدعيم وجودهم، فلم يعملوا على مواجهتها، ويؤكد ذلك المؤرخ الإسرائيلي "توم سجيف" في كتابه "المليون السابع"، أن قادة الاستيطان في فلسطين قد عرفوا بشأن توقيت الخطط الألمانية لتصفية يهود أوروبا الشرقية والوسطى، ولكتهم لم يتحركوا لنجدتهم تحت حجة العجز، بل وأكد في هذا السياق على عدم مبالاة اليهود في أوروبا.
ويضيف "سجيف"، أن أغلب اليهود في عام 1941 كانوا على قيد الحياة ولم تتم تصفيتهم، وبدأت المنظمات اليهودية بحث قضية التعويضات عنهم "كمان أن سجيف أثبت كذب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق مناحم بيجين الذي تحدث مراراً عن رؤية أبويه يقتلان على يد النازيين وأنه لم يكن موجودا في بولندا آنذاك".
قانون بولندي
العام الماضي اشتعلت أزمة واضحة بين إسرائيل وبولندا ، عقب إقرار البرلمان البولندي لقانون يقضي بعدم تحميل وارسو أو أي من مواطنيها مسؤولية التورط في وقائع الهولوكوست، باعتبار أن بولندا في تلك الفترة كانت محتلة من ألمانيا النازية، والأهم من هذا عدم تحميل بولندا مسئولية أي جريمة قتل لأي يهودي وقعت في أراضيها.
البرلمان البولندي اتخذ قراراه بناء على أن البلاد بأسرها كانت محتلة من النظام النازي، وأن قرابة 150 ألف بولندي قد قتلوا في معسكر أوشفتز، أكبر معسكر نازي للاعتقال والتعذيب إلى جانب اليهود.
بالطبع أثار هذا القرار غضب إسرائيل وبقوة، ودفع برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الرد عليه، قائلا: "إن هذا القانون باطل ومرفوض بشدة، ولا يمكن تغيير التاريخ، ولا يجوز إنكار المحرقة".
https://www.roayahnews.com/default