يعد خاتم أو "دبلة" الخطوبة والزواج أحد أكثر تقاليد الزواج شيوعاً في العالم، لكن هل تساءلت يوماً عن أصل تلك العادة وتاريخها وما ترمز إليه؟ وسر ارتدائه في إصبع البنصر لليد اليسرى بالتحديد!

في ذلك الشأن، أوضحت مجلة "Reader's Digest" الأمريكية في تقرير لها أن ذلك التقليد يعود تاريخه إلى المصريين القدماء، والذين اعتقدوا أن الدوائر تعد رمزا لـ"الخلود" أو "الأبدية"، فكان العروسان يتبادلان خواتم مصنوعة من القصب، ويقومان بارتدائها في إصبع البنصر، والذي يوجد به شريان يصل مباشرة إلى القلب، ولاحقًا تم تسميته بـ"Vena amoris" أو "وريد الحب".

ويُعتقد أن الرومان القدماء بدأوا في القرن الثاني قبل الميلاد، تقليد تقديم خاتم الخطبة للعروس بدلاً من إعطائها مالًا أو أغراضًا قيمة، لكن ذلك الخاتم لم يكن رمزًا للحب، لكن للتملك، ففي البداية كان العريس يقدم للعروس خاتمًا ذهبيًا لترتديه خلال حفل الخطبة وفي المناسبات الهامة، ثم يقوم بإعطائها خاتمًا حديديًا لترتديه في المنزل، ليكون ذلك دليلاً على التزامها باتفاق قانوني ينص على أنه يمتلكها.

ولم تظهر الخواتم المصنوعة من الماس سوى في قرون لاحقة، ويُعتقد أنه تم استخدام مثل تلك الخواتم لأول مرة في عام 1477، عندما تقدم الأرشيدوق "ماكسيمليان" من النمسا لخطبة الدوقة "ماري" من "بورجوندي" بفرنسا، وقدم لها خاتم خطبة مرصعًا بقطع من الماس على شكل حرف "M".

وفي عام 1880، تم اكتشاف الماس في جنوب إفريقيا، وأسس مستثمر يدعى "سيسيل رودس" شركة للتعدين عرفت باسم "DeBeers Mining"، وخلال عقد من الزمن، تمكنت تلك الشركة من السيطرة على 90% من إنتاج الماس في العالم؛ وبعد انتهاء فترة "الكساد الكبير"، الذي وقع في عام 1929 ومرورًا بالثلاثينيات وبداية الأربعينيات، قامت وكالة إعلانية تابعة للشركة بإطلاق شعار "A diamond is forever" أو "الماس يدوم للأبد"، لتشجيع الرجال على شراء خواتم الزواج الماسية.

وفي الأربعينات، أصبحت خواتم الزواج أكثر المجوهرات الرائجة في أغلب متاجر المجوهرات، كما أصبحت خواتم زواج الرجال شائعة في الدول الغربية خلال تلك الفترة، وفي البداية كان الرجال يقومون بارتدائها خلال فترة الحرب للتعبير عن تذكرهم لزوجاتهم والتزامهم تجاههن، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أصبح ارتداء تلك الخواتم شائعًا واستمر حتى وقتنا الحالي.