جراحٌ لا تلتئمْ
ضاقَ الصّباحُ عليَّ منْ أنبائِــهِ
حتّى تغلْغَلتِ الدُّموعُ مســــــالكُ
هطلتْ كمثْلِ السّيْلِ في جريانِـهِ
تصبو على القلْبِ الكئيبِ مفاتِكُ
ضَرمتْ بقلبي لـــــوْعةَ الأحبابِ
ففِراقُهمْ أوْدى شبابي هــــــــالِكُ
قضّتْ مضاجِعُنا مــــــــــآثِرُ زلّةٍ
ابني فقيدُ السّمْعِ يبْكي مـــــــالِكُ
أين الطبيبُ وطِبُّهُ أعْــــــــــراني
نمْشي الهُويْنا للْعِلاجِ مُـــــــدارِكُ
أخْتي جنى يا بسْمةً برّاقــــــــــةً
كانتْ شعاعاً في اللّيالي هامـــــِكُ
والآنَ أضحى طيفُها يتجـــــــــوّلُ
واليومَ أذْرِفُ عبْرتي مُتعـــــــارِكُ
يا فرْحةً سُرِقتْ بليلٍ عـــــــــابِسٍ
بَكَتِ المدامِعُ حينها يا مــــــــــالِكُ
واليومَ أُجْهِشُ دمْعتي لِفِراقِهـــــا
خطأٌ جسيمٌ في الفؤادِ محــــــــابِكُ
أتْراحُهُمْ تتْرا توالتْ بُرْهـــــــــــةً
فُقِدتْ بأخطاءِ الطّبيبِ ممــــــــالِكُ
واليومَ لا عيشٌ كريمٌ يُؤْتمــــــــنْ
سمْعي بِأخطاءٍ توالتْ ســــــــــافِكُ
أُمِّي سُهى يا وردةً جوريّــــــــــــةً
قدْ أُسْعِفتْ فجراً فهبّتْ فــــــــــاتِكُ
إنْقاذُ طفلٍ في المشيمةِ يرْقُــــــــدُ
هيْهاتَ إنْقاذَ الجريحِ نـــــــــــازِكُ
وضعتْ جنينٌ كالصّباحِ بريقــــهُ
كحكايةٍ مسروقةٍ منْ نـــــــــــازِكُ
تأْصيلُ رحْــــمٍ في الوِلادةِ شابَني
حتّى الحمامُ بعشّهِ مُتشـــــــــابِكُ
كي لا يرى تلكَ المفاجِعُ زقْــزقُ
فمُصيبتي فقدُ الجنينِ التّـــــارِكُ
غضبُ السّماءِ وماؤُهُا سحْساحُ
والبرْقُ أوْمضَ والرّعودُ مهــادِكُ
والأرْضُ غرقْى والدُّموعُ مساجِلُ
والزّهرُ جفَّ والجبالُ مـــوادِكُ
وتفاقمَ التّخديرُ في أحشـــائِهمْ
جثثاً مُهشّمةً بدتْ مُتلاحِــــــكُ
وجْدانُ أضحتْ زهرةً مجروحةً
حتّى تلاشى عِطْرُها المُتحـاركُ