ناقشت صحف ومواقع عربية ذكرى حرب 1967 والتي احتلت خلالها إسرائيل الضفة الغربية وسيناء والجولان وقطاع غزة في ستة أيام.
وربط بعض الكتاب الحدث بالتطورات الراهنة في القضية الفلسطينية، وخاصة بعد تصريحات سابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعلن فيها اعتزامه ضم منطقة غور الأردن، وهي جزء من الضفة الغربية المحتلة يقع بمحاذاة الأردن، إلى السيادة الإسرائيلية.
الوقوع في "المحظور"
يقول عبدالله السويجي في جريدة الخليج الإماراتية: "اليوم، يكون قد مر 53 عاما على النكسة، وكتاب قليلون يستعيدونها على استحياء، أما السياسات الرسمية، فإنها فضلت القفز عنها أو تجاهلها كي لا تقع في المحظور".
ويضيف: "والمحظور يكمن في أبسط العبارات، لنتخيل مثلاً أن السياسيين الإسرائيليين يعترضون على وصفهم بالعدو، أو نعتهم بالإرهابيين الذين ارتكبوا المجازر، لأنهم ينتظرون فتح صفحات جديدة وتوسيع عملية السلام والتطبيع إلى أبعد ما يستطيعون".
ويختتم السويجي قائلا: "لا توجد وصفة سحرية لإزالة آثار العدوان وتحويل النكبة والنكسة إلى انتصار إلا بالاعتراف بالهزيمة، وضرورة تغيير المعادلات من مهزوم إلى مقاتل في البداية وليس إلى منتصر".
في السياق ذاته، تقول إحسان الفقيه في جريدة القدس العربي اللندنية: "مرت سنوات وعقود، ونحن نعيش في ذكرى هزيمة يونيو، نكسة جديدة، نكسة وعي وانتماء وهوية، حين نحّينا الصديق ونصّبناه عدوا، وأدنينا العدو المغتصب وجعلناه صديقا".
وتضيف قائلة:"إذ كانت الحكومات العربية في الماضي تسترزق في التباري برفع شعار القضية الفلسطينية والقدس الشريف، أما اليوم، فحتى الشعارات والكلام المنمق عن الأرض المغتصبة لم يعد يهمهم، أوحلوا في التطبيع، وأطلقوا عبيدهم وأبواقهم ودجاليهم يروجون للتطبيع، في وقت تتأهب فيه حكومة الاحتلال لضم منطقة الأغوار والمستوطنات بالضفة الغربية، ليصل الضم إلى ما يزيد عن 30% من مساحة الضفة المحتلة".
ويقول سري القدوة في جريدة دنيا الوطن الفلسطينية الإلكترونية إن "ذكرى نكسة حزيران تكشف عن سياسة الاحتلال العنصري ومواصلته سياسته القمعية والعدوانية بحق الشعب الفلسطيني الذي يواصل تصديه لسياسات الاحتلال ويواصل تحديه لكل المشاريع التآمرية الهادفة لتصفية الوجود الوطني الفلسطيني على أرض الآباء والأجداد ويواصل هذا الشعب العظيم نضاله جيلا بعد جيل، وأنه لا بديل عن إنهاء الاحتلال واستعادة الحقوق المشروعة".
على المنوال ذاته، تقول روعة قاسم في جريدة المغرب التونسية: "لم تتغير اليوم مخططات إسرائيل وسياسة الاستيطان وابتلاع أراض فلسطينية وسلب ما يمكن سرقته من الأراضي العربية، لأن جوهر هذا الكيان مبني بالأساس على مبدأ الهيمنة والاحتلال، وبقاءه واستمراره رهن بمواصلة سياسة الاحتلال".
وعرض فريق آخر من الكُتاب مجموعة من الأسئلة بدون أجوبة بخصوص الحرب بالرغم من مرور أكثر من خمسين عاما عليها.
يتساءل مأمون فندي في جريدة الشرق الأوسط اللندنية قائلا: "كيف لنا أن نقيّم هزيمة ليس لدينا معلومات مباشرة عنها سوى بعض شهادات من ضباط كانوا حول جمال عبد الناصر؟ أو من صحافيي تلك الحقبة في مثالهم الناصع محمد حسنين هيكل؟ بداية في معظم البلدان يُفرج عن الأرشيف كل ربع قرن أو أقل قليلاً لتتعلم الأجيال من أخطاء مَن سبقوهم من خلال دراسات منهجية في الجامعات ومراكز الأبحاث المتخصصة".
ويضيف الكاتب: "هزيمة 1967 أصبحت أشبه بالفلكلور ومقولاته التي نرددها في كل ذكرى، شيء أقرب إلى التعديد والنواح الجنائزي منها إلى القراءة النقدية الجادة، بالطبع باستثناءات نادرة. وأصبحت الكتابة عن الهزيمة مجرد طقوس سنوية أشبه بالذكرى السنوية التي يقيمها البعض لموتاهم. نذكر محاسن الموتى ولا نقترب من الحديث عنهم كتاريخ".
ويتابع مأمون قائلا: "أعلن عبد الناصر مسؤوليته عن الهزيمة في خطاب التنحي… لا يستقيم للعقل أن سبب الهزيمة رجل واحد، وسبب البلاء رجل واحد، إلا في مجتمعات غير قادرة على النقد الذاتي الأشمل فتحيل كل أسباب المصائب إلى رجل واحد لتعفي نفسها من النقد ومن ثم المرور على شوك طريق الإصلاح".
أما خيرالله خيرالله، فيتساءل في جريدة العرب اللندنية قائلا: "بعد 53 عاما على حرب الأيام الستة، لا تزال أسئلة كثيرة من دون أجوبة في وقت تسعى إسرائيل إلى ضم أجزاء من الضفة الغربية واتخاذ خطوات يمكن أن تسيء مباشرة إلى أمن الأردن".
ويضيف خيرالله: "من بين الأسئلة التي لا تزال تحتاج إلى أجوبة: لماذا زايد النظام في سوريا على مصر وخلق الأجواء التي هيأت لاحقا للحرب التي لم يكن جمال عبدالناصر يدري أنّه لا يستطيع كسبها؟ كذلك، على الرغم من كلّ الروايات المنشورة والمتداولة والمتناقضة، لماذا لم يبذل الاتحاد السوفيتي جهودا أكبر لكبح النظام السوري وإفهام عبدالناصر، وقتذاك، أنّ مصر غير مؤهّلة لخوض حرب مع إسرائيل؟"