بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
يصادف اليوم ذكرى وفاة إمرأة نالت شرف الدنيا ونعيم الآخرة ، إمرأة طيبة الأصل والنسب ، لم تركع لصنمٍ قط ولم تأكل من ذبحٍ ذُبح على الأنصاب لا قبل الإسلام ولا بعده ، لبوة هاشمية ، فطمها الله من كل شين وزين نفسها بالإيمان .. زوجة سيد البطحاء عم النبي المختار ، والوعاء الطاهر لأمير الإنس والجان ، فتحت قلبها قبل أن تفتح بيتها لسيد الخلق وخاتم الرسل وآثرته على أبنائها في المأكل والمشرب والملبس ، وفدته بالأولاد من شرور ومكائد الكفار ، خصوصاً في سنوات الحصار ، والتي أحدق الخطر فيها بطه سيد الأنام ، فكانت له كأمه في شفقتها وعطفها وخوفها عليه ، وحبها له ، فكانت جديرة بمناداتها بأمي من قبل المصطفى صلى الله عليه وآله ، إنها فاطمة بنت أسد زوجة أبي طالب وأم نفس المصطفى خير الأنام .. عظمت رضوان الله عليها عند الله بمواقفها مع رسول الله حتى نالت أذن الشفاعة لتكون من أولياء الله المُقربين ومن المحرمة أجسادهم على النار فقد ورد عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال: أوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وآله إنّي حرّمتُ النارَ على صلبٍ أنزَلَك ، وبَطنٍ حَمَلَك ، وحِجرٍ كَفَلَك ، وأهلِ بيتٍ آوَوك ، فعبد الله الصلب الذي أخرجه وآمنه البطن الذي حمله وأبو طالب الرجُل الذي كفله وهي الحجر الذي احتضنه وآواه ، فجزاها الله لذلك بأن جعلها شافعة مشفعة للمؤمنين دنياً وآخرة ..
لما توفاها الله كفنها رسول الله صلى الله عليه وآله وحمل جنازتها على عاتقه وأوردها في قبرها بعد أن اضطجع في القبر ليحميها من ضغط القبر كما حمته من بغت الكفار ، ثم انكب على القبر طويلاً مناجياً لها ومُلقناً ابنكِ ابنكِ ابنكِ يعني بذلك علياً فهو ولي الله المسئولة عنه في قبرها بعد سؤالها عن خالقها ونبيها
فسلام الله عليها ورضوانه وجزاها خيراً لمواقفها الجليلة في خدمة دين الله وحماية المبلغ عن الله جل وعلا
صــ آل محمد ــداح