،،،،
《 النشاط الأشعاعي 》
■ اكتشاف النشاط الإشعاعي
اكتشف العالم الفرنسي هنري بيكريل عام 1896م عن طريق الخطأ المواد المشعة، وذلك أثناء تجاربه على املاح اليورانيوم، وأثبت بيكريل أنّ الإشعاع يصدر من ذرة اليورانيوم، وإنه لا يتأثر بالظروف الخارجية وهو تلقائي ومستمر، لذلك سمي بالإشعاع النشط، وسُميت هذه الظاهرة بظاهرة النشاط الإشعاعي، وفي عام 1898م اكتشف بيير كوري وزوجته البولندية والتي عُرفت بمدام كوري النشاط الإشعاعي للثوريوم، وكذلك عنصرين آخرين هما الراديوم الذي يشع بقوة تفوق قوة إشعاع اليورانيوم بمليون مرة، وعنصر البولونيوم نسبة لبلد مدام كوري، وفي عام 1908م اكتشف العالم رذرفورد بواسطة ما يسمى بالتحليل الطيفي لغز الرادون، وفي عام 1938م اكتشف الانشطار النووي الذي شكل نقلة نوعية في مفهوم الأسلحة النووية والطاقة الكبيرة وهذا المقال سيجيب عن سؤال: "ما هي ظاهرة النشاط الإشعاعي؟".
■ما هي ظاهرة النشاط الإشعاعي
يمكن إجابة سؤال: "ما هي ظاهرة النشاط الإشعاعي؟"بأنّها ظاهرة طبيعية في البيئة، وأهم مصادرها هي النظائر المشعة لليورانيوم والثوريوم والبوتاسيوم وغيرها من النظائر الموجودة في الصخور، ويعد الكربون 14 من أكثر النظائر المشعة انتشارًا، وتتعرض كل أشكال الحياة باستمرار للإشعاع ذي المستوى المنخفض الذي ينبعث من هذه النظائر، ويؤثر ذلك على صحة المخلوقات ويسمى ذلك بالأضرار الناجمة عن الإشعاع الطبيعي.
تتكون ظاهرة النشاط الإشعاعي من ثلاث أجزاء تدعى بأشعة ألفا وبيتا وجاما، حيث تتشكل أشعة ألفا من نواتج من نوى ذرات الهيليوم سريعة الحركة، وهي تحوي على طاقة منخفضة يمكن إيقافها بسهولة ولا تشكل خطرًا صحيًا كبيرًا، أما أشعة بيتا فتنتج من الإلكترونات في هذه الذرات، وهي أكثر حيويةً من أشعة ألفا حيث يمكنها التغلغل في الجلد لمسافة قصيرة، ويمكن إيقافها بورقة ألمنيوم رقيقة، بينما أشعة جاما هي أشعة كهرومغناطيسية ذات طول موجي قصير جدًا، وهي قادرة على اختراق المواد ذات الكثافة المنخفضة مثل الأنسجة الحيوية والخشب والبلاستك والمياه وغيرها، ويمكن السيطرة عليها بواسطة صفائح الرصاص بسمكات معينة.
درس العلماء مؤخرًا المشاكل الصحية التي يحدثها نظير مشع طبيعي وهو الرادون 226 الذي ينتج بتحلل اليورانيوم، وكون اليورانيوم موجود في الصخور بكثرة فإنّ الرادون يُعد عنصرًا شائعًا في الطبيعة، وينتج أشعة ألفا وهي أشعة غير خطرة كونها غير قادرة على اختراق الجلد ولكن تُعد ألفا غازًا يمكن استنشاقه ويؤثر غالبًا على الرئة مشكلًا سرطان الرئة، وقد تمكن العلماء مؤخرًا من صنع مئات النظائر المشعة للاستخدامات المختلفة وخاصةً في مجال الطب، وأكثر الطرق المستخدمة هي ضرب نظير مستقر بأشعة جاما فينتج نظير مشع لنفس العنصر.
■تطبيقات النشاط الإشعاعي
بعد معرفة إجابة سؤال: "ما هي ظاهرة النشاط الإشعاعي؟" يمكن القول بأنّه منذ اكتشاف النشاط الاشعاعي واكتشافات مدام كوري، تم استخدام النشاط الإشعاعي في الكثير من الأبحاث والدراسات العلمية الحديثة، ومن بين المجالات والتطبيقات التي تم الاستفادة من النشاط الإشعاعي فيها هي:
▪ الطب: باكتشاف النظائر المشعة الصناعية تم استخدام الكثير منها في التشخيص والعالج، وظهر مجال كامل وتطور بسرعة يدعى الطب النووي، الذي يُعني بعلاج السرطان والأورام الخبيثة، وكذلك تم استخدام ظاهرة النشاط الإشعاعي في التصوير الشعاعي للمرضى.
▪الصناعة: إن الطاقة الهائلة التي ينتجها الانشطار النووي والذي يحدث بتخصيب اليورانيوم وباستخدام المفاعلات النووية، تستخدم اليوم بشكل سلمي لتوليد الطاقة الكهربائة وغيرها من أشكال الطاقة العالية التي تحتاجها الصناعات الحديثة، ويتم تطبيق بعض الاستخدامات لظاهرة النشاط الإشعاعي في قياس والتحكم في سماكة وكثافة الصفائح المعدنية والبلاستيكية وغيرها من الاستخدامات التي يتم تطويرها بشكل مستمر.
▪العلم: منذ اكتشاف النشاط الإشعاعي وعمر النصف لها، تمكن العلماء بهذا الاكتشاف من البحث ودراسة علم الأرض وأصل الكون والمجموعة الشمسية ومن تحديد أعمار الكثير من العناصر والصخور.
،،،،