إيلون ماسك والفشل.. كيف حافظ على مكانه في القمة رغم الانتكاسات ؟
إيلون ماسك والفشل: كيف حافظ على مكانه في القمة رغم الانتكاسات؟
رغم المشاكل والانتكاسات التي مرّ بها إيلون ماسك، لكنه حافظ على مكانته وموقعه في القمة
اد إيلون ماسك ليحقق نجاحًا كبيرًا بعد دخول الكبسولة دراغون، التي صنعتها وتشغلها شركة سبيس إكس الأمريكية
سواء كان ذلك بسبب عمله لأكثر من 120 ساعة في الأسبوع، أو النقص المُزمن في النوم، يبدو أن رجل الأعمال الكندي الأمريكي إيلون ماسك لا يتوقف عن القيام بحركات متهورة، ويستمتع على حساب الآخرين، ولكنه مع ذلك استطاع الحفاظ على مكانته وبقى في القمة، فكيف فعل ذلك؟
ومن جديد عاد إيلون ماسك ليحقق نجاحًا كبيرًا بعد دخول الكبسولة دراغون، التي صنعتها وتشغلها شركة سبيس إكس الأمريكية، بالرائدين إلى مهبط في منحنى القسم الخاص بالمعمل الطائر في المحطة، واستطاع رائدا الفضاء بوب بنكين ودوغ هيرلي الهبوط بالكبسولة الفضائية التي كانت تقلهما، في أول إطلاق لمركبة مأهولة إلى الفضاء من الأراضي الأمريكية منذ عام 2011، في المحطة الفضائية الدولية. وحسب التقارير الإعلامية، فمن المفترض أن تتولى شركة سبيس إكس مهمة تصنيع وتشغيل هذه المركبات.
تحمل المخاطر المُحتملة واحتضان التجارب الفاشلة من السمات الشخصية الرئيسية لأي رجل أعمال طموح، ومن حُسن حظه لدى إيلون ماسك قدر كبير منها، لذلك دعونا نلقي نظرة على بعض الانتكاسات التي مرّ بها خلال مسيرته المهنية، ولكنه استطاع رغم قسوتها التركيز على هدفه وتحقيق مهمته التالية بنجاح عوضًا عن التركيز في الفشل نفسه.
أوشك على الإفلاس
بعد قرار بيع شركة PayPal لـeBay في عام 2002 مقابل حصوله على 1.5 مليار دولار، ما ساعد إيلون ماسك على امتلاك ثروة قدّرت بحوالي 165 مليون دولار باعتباره أحد المؤسسين للشركة، بدأ في البحث عن أفكار تجارية جديدة، وأراد القيام بأشياء أكثر أهمية من مجرد تأسيس شركة تسهل إتمام المعاملات المادية عبر الإنترنت.
لهذا السبب ركز ماسك جهوده على الطاقة النظيفة والسفر إلى الفضاء، وهو ما أثار دهشة الكثير من المحيطين به، مع ذلك أسس شركة سبيس إكس بحوالي 100 مليون دولار من ماله الخاص، وفي غضون عامين فقط، استثمر 70 دولارا أخرى في شركة سيارات كهربائية صغيرة حملت اسم تسلا.
بعد أربع سنوات من بيعه لـPayPal، استخدم ماسك بعضًا من ماله الخاص بالإضافة إلى أصول شركة تسلا لاستثمار 90 مليون دولار أخرى في شركة الطاقة الشمسية التي بدأها أحد أبناء عمومته وحملت اسم سولار سيتي.
نتيجة لذلك أوشك إيلون ماسك على الإفلاس، بعد اقتراضه مبالغ مادية كبيرة من أصدقائه المليارديرات ومن البنوك فقط لتغطية النفقات بينما يعمل بلا كلل ودون فقدان الأمل، وبذل قصارى جهده كي لا تنهار شركته.
والآن أصبحت الشركات الثلاث من أهم وأكبر الشركات مع مرور السنوات، وذلك بفضل العمل الجاد والتركيز المستمر، وإيمان الذي لم يتزعزع رغم ما مر به من مشاكل وأزمات، علاوة على استعداده للتخلي عن أي شيء آخر، بما في ذلك حياة الشخصية، لضمان نجاح المشاريع.
التفاوض مع الروس
بدأ اهتمام ماسك بالفضاء عندما كان طفلا صغيرا، لذلك بالنسبة لأولئك الذين عرفوه جيدًا، فإن فكرة تأسيس شركة صواريخ لم تكن غريبة أو مجنونة، ولكن بالنسبة إلى أي شخص آخر فإن قراره بالعمل في هذا المجال كان مجنونًا.
قرر ماسك الذهاب إلى روسيا والتفاوض لشراء صواريخ أرخص من الحكومة، بعدما عجز عن العثور على موردي صواريخ بأسعار معقولة في الولايات المتحدة. وبعد التفاوض مع الروس على ثلاث رحلات إلى البلاد، أصيب بنوبة من الضحك هو وباقي أعضاء فريقه عندما ذهب لشراء 3 صواريخ بـ21 مليون دولار نقدًا، ليكتشف أن الروس كانوا يسخرون منه، ويخططون لبيع صاروخ واحد فقط بهذا السعر.
ربما يفقد الكثير من الأشخاص الأمل بعد هذه الهزيمة، وقد يقررون التنازل عن هذا الحالم، إلا أن الوضع بالنسبة لماسك كان مختلفا، فخلال رحلة العودة إلى الولايات المتحدة، قال إيلون ماسك لشركائه إنهم سيعملون على بناء صاروخ.
وبعد قراءة كل كتاب وجده ليصبح خبيرًا في صناعة الصواريخ، أنفق ملايين على عمليات الإطلاق الفاشلة، حتى سبتمبر 2008 عندما أطلقت سبيس إكس أول صاروخ قابل لإعادة الاستخدام، ما أدى إلى تغيير الصناعة إلى الأبد.
وقتها قال إيلون ماسك إنه: "عندما يكون هناك شيء مُهم بما فيه الكفاية، فإنه يستحق المحاولة حتى لو استمر الفشل، لكن طالما استمرت في التعلم من كل خطأ، وواصلت المحاولة، فإنك ستصل في النهاية وتحقق ما تريد".
مقاضاة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية
تصدر ماسك عناوين الصحف ووسائل الإعلام عندما أعلن أنه سيقوم بخصخصة شركة تسلا، مؤكدًا أنه استطاع تأمين التمويل، كان من الصعب معرفة الأسباب وراء إعلانه ذلك الأمر علنًا على تويتر، ربما كان يعتقد أن القطاع الخاص أفضل، أو ربما أراد تشجيع المستثمرين الذين كان يتعامل معهم لاتخاذ القرار بشكل أسرع، ولكننا نعلم الآن أن رهان إيلون ماسك لم يؤت ثماره.
ولكن هيئة الأوراق المالية والبورصات، الهيئة التنظيمية المُكلفة بحماية مصالح المستثمرين، تعاملت مع إعلان ماسك باعتباره محاولة للتلاعب بسعر الأسهم، واتخذت عدة إجراءات لرفع دعوى قضائية كان من شأنها الإضرار بالعمل في تسلا ومستقبل ماسك كرئيس للشركة.
لكن بعد عدة أسابيع فقط، بعد سلسلة من المفاوضات، توصل المجلس الأعلى في هيئة الأوراق المالية والبورصات وإيلون ماسك إلى اتفاق، واستطاع الخروج من هذا المأزق بدفع مجموعة رسوم، واتخذ خطوة رمزية بإزاحة ماسك من على رأس القيادة في الشركة، ولكنه لا يزال يحتفظ بمنصبه كمديرها التنفيذي.