جاء هاتف (Nexus 6) من موتورولا في وقت غريب، إذ باعت شركة جوجل قسم موتورلا لشركة لينوفو قبل شهور من صدوره، وكان عالم الهواتف الذكية في تحول مفاجئ إلى معالجات 64 بت، كما كانت أسعار الهواتف الرائدة في ارتفاع، وهو شيء كانت جوجل تحاربه مع (Nexus 4) و (Nexus 5)، لكن (Nexus 6) كان مختلفًا.
وحاولت جوجل مع (Nexus 6) تصنيع جهاز متميز ونجحت في العديد من النواحي، ومع ذلك، فإن السعر البالغ 650 دولارًا لطراز 32 جيجابايت لم يكن مناسبًا للعديد من محبي سلسلة (نيكسوس) Nexus، كما كان للشاشة الأكبر حجمًا بقياس 5.96 إنشات منتقديها أيضًا، إذ إن هذا القياس كان كبيرًا حتى بمعايير الفابلت لعام 2014.
وتمتعت الشاشة بدقة QHD، أي 1440×2560 بكسل، واستخدمت موتورولا نوعية (AMOLED)، مما جعل الجهاز يعود إلى سلسلة نيكسوس، التي ظهرت لأول مرة مع شاشة من نوع (AMOLED)، وكانت الشاشة ساطعة، كما أن كثافة البكسلات العالية كانت مميزة.
وأضافت الشركة مكبرات صوت أمامية تحيط بالشاشة، وهو شيء أصبح فيما بعد قياسيًا على هواتف (بكسل) Pixel من جوجل، وينطبق الشيء نفسه على ميزة مقاومة الماء.
وخدم الجيل الثاني من هاتف (Moto X) كأساس لتصميم (Nexus 6)، لكنه لم يكن قادرًا على منافسته بشكل مباشر، إذ كانت شاشة هاتف (Moto X) من نوع (AMOLED) بقياس 5.2 إنشات أصغر وكان معالج (Snapdragon 801) أقل قدرة مما كان يقدمه هاتف جوجل.
وجاء هاتف جوجل بمعالج (Snapdragon 805)، وهو آخر معالج بمعمارية 32 بت من كوالكوم، وكان هذا الأمر غريبًا بعض الشيء، حيث كان أندرويد 5.0 المسمى (لوليبوب) Lollipop – وهو نظام التشغيل الذي قدمه (Nexus 6) – أول من دعم معالجات بمعمارية 64 بت.
وبالرغم من أن شركة كوالكوم – التي كانت تراقب معالج (Apple A7) بمعمارية 64 بت في (iPhone 5s) من عام 2013 – قد سارعت إلى الإعلان عن معالجات (Snapdragon 808) و (Snapdragon 810) بمعمارية 64 بت، لكن (Nexus 6) جاء مع معالج (Snapdragon 805).
وتضمن (Snapdragon 805) ميزة معالج الإشارات الرقمية (Hexagon DSP)، مما سمح لشركة جوجل بإنتاج أول وضع (+HDR) لها، الذي يأخذ عدة حالات تعريض ضوئي قصيرة ويختار أفضلها ويدمجها في صورة واحدة عالية الجودة.
وأعطى عتاد هاتف (Nexus 6) خوارزمية جوجل منصة مميزة للعمل ضمنها مع مستشعر كبير إلى حد ما بدقة 13 ميجابكسل، بحيث تميز هذا المستشعر بالثبات البصري للصورة، وكانت العدسة مزودة بفتحة F/2.0 ومحاطة بفلاش حلقي نادر مع مصباحي (LED).
ولم يكن لدى سلسلة هواتف نيكسوس تاريخيًا أفضل الكاميرات، لكن (Nexus 6) غير ذلك، إذ كان الجهاز يتمتع بواحدة من أفضل الكاميرات لعام 2014، ومع استغلال قوة معالج (Snapdragon 805)، فقد كان الهاتف الأول ضمن السلسلة الذي يدعم التقاط فيديوهات بدقة 4K، التي أنتجت مقاطع فيديو بجودة رائعة.
كما لم يكن لدى هواتف جوجل أفضل عمر للبطارية أيضًا، لكن (Nexus 6) برر سعره المرتفع بأداء فائق، إذ تضمن بطارية بسعة 3220 ميلي أمبير، التي حصلت على تقييم تحمل عالي يقارب من ضعف تقييم تحمل بطارية (Nexus 5).
وشكل شاحن (Motorola Turbo) المرفق – المعتمد على ميزة الشحن السريع (Quick Charge 2.0) من كوالكوم – ميزة إضافية، وكان الوعد الرسمي هو أن 15 دقيقة من الشحن تساوي 8 ساعات من الاستخدام المختلط، كما دعم الهاتف الشحن اللاسلكي وفق معيار (Qi)، وهي ميزة كانت مفقودة في (Nexus 5X) و (Nexus 6P).
وغير إصدار (لوليبوب) Lollipop نظام التشغيل أندرويد، إذ تخلى عن (Dalvik) – وهي تقنية لتنفيذ التطبيقات المكتوبة لنظام أندرويد – لصالح تجميع التطبيقات بشكل سابق باستخدام (ART)، وهو سبب من أسباب سرعة (Nexus 6).
كما قدم إصدار (لوليبوب) Lollipop مشروع فولتا (Project Volta) للحد من استنزاف البطارية بواسطة المهام الخلفية، وتخلى عن واجهة المستخدم (Holo UI) لصالح (ماتيريال ديزاين) Material Design.
وإلى جانب ذلك، فقد غير (Nexus 6) طريقة تفكير شركة جوجل أيضًا، وبالرغم من أنه كان أفضل هاتف نيكسوس تم إطلاقه حينها، لكنه كان الأغلى أيضًا بسعر 650 دولارًا، بينما باعت جوجل هاتف (Nexus 6P) الذي تبعه بسعر 500 دولار، وذلك بالرغم من أن جوجل قالت إن الحرف “P” يعني “Premium”.
وفي ظل بيع شركة جوجل لموتورولا وانخفاض مبيعات سلسلة هواتف نيكسوس، فقد قررت عملاقة البحث إنهاء السلسلة والبدء من جديد مع سلسلة هواتف (بكسل) Pixel، التي كانت باهظة الثمن ووعدت بتعويض ذلك بكاميرا رائعة، على غرار (Nexus 6).