ابتسم للكاميرات .. أنت مُخترق!
هل تعلم أنه مهما كان التطبيق الذي تستخدمه للتواصل (سكايب، زووم أو مايكروسوفت تيمز) فإن كاميرا حاسوبك المحمول أو هاتفك النقال نشطة أكثر من أي وقت مضى قبل تفشي الجائحة؟يمتلك معظمنا الكاميرات ضمن الهواتف النقالة، والأجهزة اللوحية tablets والحواسيب، ونستخدمها للعمل، والدراسة أو للتواصل مع الآخرين.
على الرغم من هذه الفوائد المهمة فإنها ولسوء الحظ قد تنقلب ضدنا وتعرضنا لهجوم عبر الإنترنت، ويحدث هذا عند تحكم القراصنة عبر الإنترنت بضوء التشغيل الأخضر الذي يعطيك إشارةً لتميز إذا ما كانت كاميراتك تعمل أم لا، لذلك فأنت غير واعٍ للاختراق.
يبقى العديد من الكاميرات دون حماية، أظهرت الدراسات أن أكثر من 15000 من الكاميرات يسهل الوصول إليها (كاميرات العمل أو الكاميرات الشخصية وغيرها).
خذ نصيحةً من مارك زوكيربيرغ:
إذا قمت بإيقاف تشغيل حاسوبك فإن المخترقين لن يستطيعوا الوصول إلى الكاميرا وتنشيطها، لكن يمكنهم فعل ذلك إذا كان حاسوبك على وضع السكون، و قد اعترف مارك أنه يقوم بتغطية كاميرا حاسوبه وهاتفه النقال.
عدد الصور التي التُقطت بشكل غير قانوني عبر الكاميرات قليلٌ نسبيًا، إذ إن العديد من المستخدمين لا يدركون أنهم تعرضوا للهجوم فلا يُحتسبون ضمن الهجمات المسجلة.
عليك أن تفكر بالدوافع التي تجعل شخصًا ما يخترق كاميراتك، إذ لا يُرجح أنه يريد ابتزازك بصور شخصية لك، ورغم أن هذا يحدث أحيانًا فإن معظم الهجمات تحدث بهدف جمع المعلومات وكسب المال من خلالها.
ابتسم للكاميرا!
يحاول المخترقون دائمًا إقناع المستخدمين أن العديد من الصور قد التُقطت لهم ثم يُبتزون بها عن طريق دفعهم للخجل من الفضيحة على العلن فيختار المستخدمون دفع المال على أن يتعرضوا لفضيحة من هذا النوع، والأمر ينجح غالبًا، وتحدث معظم الهجمات للوصول إلى المعلومات المحمية، بعضها يكون لصالح الشركات والآخر لصالح الاستخبارات الحكومية.
توجد طريقتان لكسب المال في هذه الهجمات:
الأولى هي أداة التحكم عن بعد، والثانية هي الدعم التقني عن بعد.
تحدث مشاكل الدعم التقني عن بعد غالبًا من خلال مزودات الخدمة، إذ تثق الشركات بفريق العمل لديها وهم الوحيدون المخولون للوصول إلى معلوماتك، وهذه الثقة يجب ألا تعطيها لأشخاص تعرفهم بالكاد، بحجة أنهم قد يساعدونك في مشكلتك. ومثال عن أداة التحكم عن بعد، يوجد فايروس يعرف باسم فايروس طروادة، يصل للمستخدمين عن طريق بريدهم الإلكتروني ويسمح للمخترقين بالولوج الكامل لحواسيبهم وهواتفهم.
الوصول الشامل:
عندما يخترق فايروس طروادة الأجهزة فإن الاختراق لا يقتصر على الكاميرا، بل يصل إلى الملفات والصور والحسابات البنكية. وجد هذا الفايروس منذ 2015 ويُشترى من الإنترنت مقابل 40 دولارًا أمريكيًا فقط، ثم يصل إلى الأجهزة عن طريق البريد الإلكتروني، الإعلانات أو الفلاشات، ولا يحتاج أولئك الذين يرغبون بالاختراق إلى أكثر من استخدام المعلومات الموجودة على اليوتيوب.
كاميرات في كل مكان:
أصبحنا نتجه نحو الحياة الذكية بشكل كبير، فقد أظهرت دراسة أجريت سنة 2018 أن الأسرة الأسترالية العادية لديها 17 جهاز متصل بالإنترنت، لنفترض أن لديك حاسوبًا محمولًا أو اثنين، ثلاثة أو أربعة هواتف محمولة وأجهزة لوحية، وتلفزيون ذكي مزود بكاميرا للتعرف على الوجه، وجرس الفيديو أمام باب بيتك، ودمية ناطقة، وطائرة هيلوكبتر حصلت عليها في عيد الميلاد، والروبوت الذي يتبعك في أنحاء المنزل، ومن المحتمل أن يكون لدى أسرتك أكثر من 20 كاميرا يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت.
لفهم نقاط ضعفك بشكل أفضل يمكنك تجربة محرك البحث “شودان” Shodan الذي يُمكّنك من تحديد أي من أجهزتك يمكن اختراقها من خلال الإنترنت.
تدرب على النظافة الإلكترونية في المنزل:
- غطِّ الكاميرات لديك بغطاء أسود.
- لا تدع حاسوبك على وضع السكون بعد أن تنتهي من العمل، أوقف تشغيله.
- قد توفر لك الشركات التي تعمل لديها برامج حماية لتمنع حدوث هذه الهجمات، لكن عندما تعمل في المنزل لن تكون هذه البرامج متاحة لك.
- استخدم كلمات مرور قوية وحدّثها دائمًا ولا تنس تحديث نظام التشغيل الخاص بك.
- لا تشارك كلمات المرور خاصتك بما في ذلك كلمة سر الوايفاي، سجل خروجك من كل التطبيقات غير الضرورية ولا تنقر على الروابط المشبوهة.
هذه الإجراءات ستحميك من التعرض لهجماتٍ إلكترونيةٍ محتملة، وقد تتساءل إذا ما كنت محميًا تمامًا من هذه الهجمات وهو أمر يصعب التنبؤ به، لكن إذا قمت بالإجراءات الوقائية اللازمة فإنك ستحمي نفسك بأكبر قدر ممكن.