TODAY - 05 October, 2010
استراتيجيات.. لتخليص الجسم من السموم
انتشار الأمراض يرتبط بانتشار المواد السامة في البيئة
إننا نعيش في عالم يعج بالسموم، وسواء كنت تعيش إلى جانب معمل لتكرير النفط أو على قمة جبل لا يزال يحتفظ بنقائه الطبيعي من سلسلة جبال روكي الأميركية، فإنك تحمل السموم في أنسجتك. وبالنظر لما يحيطنا من المعادن الثقيلة إلى الزرنيخ والرصاص والزئبق والكادميوم، المنبعث من المداخن وعوادم السيارات، وصولا إلى المبيدات الحشرية والأسمدة وثنائي الفينيل متعدد الكلور الذي يطلق في الأنهار والتربة، بجانب المواد المنبعثة من المنتجات البلاستيكية المستخدمة في المنازل، يتضح أننا نعوم في بحر من الكيماويات السامة.
تؤثر السموم البيئية في جميع أنظمة الجسم، ولها صلة بظهور خلل واضطرابات في الغدد الصماء وأنظمة المناعة والتناسل والأيض (التمثيل الغذائي)، إضافة إلى القلب ونظم الإدراك والسلوك. والملاحظ أن الجهاز العصبي عرضة، بصورة خاصة، للتأثر بالسموم، ذلك أن المخ يتألف بصورة أساسية من اللبيدات (الدهون)، بينما تتسم غالبية السموم البيئية بالقدرة على الذوبان في الدهون، مما يجعل أنسجة المخ حساسة، على نحو خاص تجاهها. وقد ربطت الأبحاث بالفعل بين عدد من الأمراض المرتبطة بتآكل الأعصاب والتعرض لسموم، بما في ذلك مرض باركنسون والتصلب العضلي الجانبي وإعاقات التعلم واضطرابات السلوك وأنماط معينة من العته.
الواضح أن الكثير من الأعراض العصبية للتعرض للسموم شائعة وغير مرتبطة بمرض محدد، بما في ذلك الصداع والإرهاق وغياب القدرة على التركيز وضعف الذاكرة والأرق.
الوقاية من السموم
* وعلى الرغم من قسوة تلك الحقائق، فإنه تبقى هناك سبل يمكنها أن توفر لك الحماية. بوجه عام، هناك استراتيجيتان رئيسيتان للتقليص من تأثير السموم البيئية على الصحة، أولاهما: تقليص التعرض للسموم من الأساس، وبالتالي امتصاص الجسم لها. ثانيا: تطوير نظام روتيني لتخليص الجسم من السموم بصورة منتظمة.
ويمكن القول إن السبيل الأمثل لتجنب التعرض للسموم هو الحرص على تناول أغذية عضوية فقط، أو بأقصى درجة ممكنة.
في كتابها الجديد «البيان العضوي» (أورغانيك مانيفستو)، تسلط ماريا روديل الضوء على أبحاث بالغة الأهمية حول السموم البيئية، وتوضح معالم خطة دقيقة لتحسين الصحة وصحة الكوكب بوجه عام عبر التحول إلى الاعتماد على الطعام العضوي.
وفيما يلي ثلاث استراتيجيات جوهرية للتمتع بأطعمة عضوية:
* العثور على سوق محلية يمكن من خلالها شراء أغذية طازجة ومحلية وعضوية من المزارع مباشرة.
* إذا ذهبت إلى إحدى الأسواق التجارية الضخمة، فعليك بالبحث عن ختم رسمي يحمل لفظ «عضوي».
* اشتر كميات كبيرة، وقم بتخزين الفائض لوقت لاحق كي تستفيد من الأسعار الموسمية.
التخلص من السموم
* من أجل التعرف على وجهات نظر موثوق بها حيال تخليص الجسم من السموم، تحدثت إلى تيريزا هوبكوفا، وهي طبيبة وزميلة لي في «كانيون رانش»، تحدثت إلى مراسل وكالة «أسوشييتد بريس» الأميركية وقالت إنه «توجد في داخلنا جميعا سموم مخزنة في أنسجتنا. وبناء على تركيبنا الجيني، ينجو بعضنا من تداعيات ذلك، بينما لا يفلت الكثيرون. في بعض الأحيان، تفتقر تداعيات التعرض للسموم إلى طابع محدد (صداع وإرهاق وضعف) لدرجة أن الكثيرين منا لا يشتبهون في وجود صلة بينها وبين وجود سموم في أجسامنا. وبالتالي، لا يخضعون قط لاختبارات أو علاج».
في الوقت الذي يعد فيه تناول أطعمة عضوية من الأمور المثالية، فإنك حتى إذا حرصت على تناول أطعمة عضوية ومياه نقية، يبقى جسدك عرضة لسموم بيئية، ذلك أن تلك السموم توجد في الهواء الذي نتنفسه والملابس التي نرتديها والكثير من المنتجات التي نستخدمها. وأظهرت دراسات أن السموم موجودة في الخلايا الدهنية بأجسامنا جميعا، حتى المولودين حديثا. وتتمتع أجسامنا بالقدرة على التخلص من السموم، إلى حد ما (بصورة جيدة أو رديئة، حسب التركيب الجيني وأسلوب الحياة)، لكن إذا تعرضت إلى قدر مفرط من السموم، فإن ذلك قد ينهك الجسد وتظهر أعراض المرض». ويعني ما سبق أن السموم جزء من حقائق الحياة، لكن اتباع توجه مزدوج يقوم على تجنب التعرض للسموم والقضاء عليها أينما أمكن بمقدوره خلق ظروف مختلفة.
من ناحيتها، توصي الدكتورة هوبكوفا باتباع الاستراتيجيات التالية لدعم عملية إزالة السموم من الجسم:
1. احرص على تناول أطعمة عضوية، خاصة أنماط الطعام التي تعزز عملية التخلص من السموم، بما في ذلك الخضراوات من الفصيلة الصليبية والثوم والبصل. ويعد النظام الغذائي الصحي المتوازن عنصرا جوهريا لضمان تخليص الجسد من السموم بكفاءة. وكلما خف عبء السموم على الجسد، زادت قدرته على التعامل معها عبر دفاعاته.
2. احرص على أداء تدريبات رياضية نشطة بانتظام، ذلك أن زيادة معدلات التنفس وتحرك الدورة الدموية والتعرق تدعم جميعها التخلص من السموم. 3. عليك ارتياد حمام السونا كثيرا، ذلك أن التعرق واحدة من أفضل السبل للتخلص من السموم.