الروائي الفرنسي ميلان كونديرا (يمين) والروائية الفرنسية نينا لوراوي والأديب المجري لاسلو كارسناهوركي (وكالات)
بات اهتمام أعضاء الأكاديمية السويدية (الجهة المانحة لجائزة نوبل للآداب) محصورا على خمسة مرشحين من أصل مئتي كاتب كانوا يراهنون -بدعم من الناشرين والنقاد- على التتويج بهذه الجائزة، التي سيتم الإعلان عن الفائز بها في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وعادة يبدأ العد التنازلي للجائزة في هذه الفترة من السنة، عندما يقرر أعضاء الأكاديمية السويدية (عددهم 18) أن يبقى السباق محصورا على خمسة أسماء فقط، دون الكشف عنها، وهو ما يفتح الباب أمام سيل من التكهنات والمراهنات، حسب تقرير لصحيفة "البايس" الإسبانية.
وتكتسي دورة هذا العام طابعا خاصا بالنظر إلى الأجواء السائدة بسبب تفشي فيروس كورونا، ولكونها السنة الأولى بعد المرحلة العاصفة التي مرت بها الأكاديمية المانحة على خلفية قضايا أخلاقية وفضائح جنسية وصل بعضها للمحاكم، وبسببها ألغي منح الجائزة عام 2018، قبل أن تمنح في العام التالي تزامنا مع جائزة عام 2019.
ونقلت الصحيفة عن مصادر من الأكاديمية السويدية أن القائمة الأولية للمرشحين المئتين كانت تضم عشرات الكتاب، وبينهم الروماني ميرسيا كارتاريسكو، والمجري لاسلو كارسناهوركي، والفرنسيان ميلان كونديرا ونينا لوراوي، والفنلندية صوفي أوكسانن، والنرويجي جون فوسي، والكيني نغوغي واث وينغو، والإسرائيلي دافيد غروسمان.
واستقت الصحيفة آراء نقاد وناشرين من البلدان الناطقة بالإسبانية ومن دول أخرى رجحوا أن تعود الجائزة إلى ميرسيا كارتاريسكو، أو لاسلو كارسناهوركي، كما لم يستبعدوا تتويج الإسرائيلي غروسمان، أو الشاعر السوري أدونيس الذي يرد اسمه منذ عدة سنوات.
ويقول الشاعر والمترجم الإسباني باكو أوريز، وهو مختص في الأدب السويدي ومطّلع على كواليس جائزة نوبل؛ "يمكن أن يحدث أي شيء، وأحيانا تكون هناك مفاضلة بين مرشحين اثنين فيتم اللجوء إلى اختيار اسم ثالث لحسم الخلاف".
وبالنسبة للكتاب المرشحين من ذوي الخلفية الأنغلوساكسونية، فيرجح الخبراء -الذين استفتتهم الصحيفة- حظوظ الكندية آن كارسون، والأسترالي جيرالد مورنان، والبريطانيين جون بانفيل والناقد الأدبي جوليان بارنز.
وبالإضافة إلى الكاتب الكيني وينغو، تتجه الأنظار لأسماء أفريقية أخرى، بينها الروائي الصومالي نورالدين فرح (74 عاما)، الذي يعيش خارج بلاده منذ فترة طويلة، والروائية النيجيرية شيماماندا نغوزي أديشي.
وأوردت الصيحفة رأي الكاتب الأسكتلندي ويليام بويد، الذي لمّح لاحتمال تتويج الأديب الإسباني خافيير مارياس، الذي يُطرح اسمه منذ عدة سنوات ضمن المرشحين الأوفر حظا، أو الفرنسي إيريك أورسينا، والأميركيين جوناثان فرانزن وآن تايلر، والأستراليين ريشتارد فلاناغان وبييتر كاري.
من جهته، لم يستبعد الأكاديمي الإسباني ميغيل ساينس من قائمة المرشحين المحتملين هذا العام الكاتب البريطاني ذي الأصول الهندية سلمان رشدي، وقال إن الأكاديمية السويدية ينتابها الخوف من تداعيات تتويجه بسبب الغضب الذي سببته روايته "آيات شيطانية" التي اعتبرت مسيئة للدين في عدة بلدان إسلامية.
كما استقت الصحيفة رأي ناشرة -فضلت عدم ذكر اسمها- قالت إنها تفضل أن تكون الجائزة هذا العام من نصيب الكاتب الأميركي ستيفن كينغ، وعلقت على ذلك الاحتمال قائلة "سيكون الأمر رائعا؛ لقد فعل الكثير من أجل التشجيع على القراءة".
وختم الكاتب خوان كروز مقاله بالقول إنه سواء كان الأمر مراهنة أو تخمينا، فإن لعبة جائزة نوبل باتت مفتوحة من خلال الصخب الأدبي الذي يحتدم في فصل الصيف ويسدل عنه الستار في فصل الخريف، ولا يستبعد أن تكون الجائزة من نصيب كاتب أفريقي.